إزناكن.. البطيخ يستنزف الماء ويتلف لأسباب مجهولة

فاطمة الزهراء ايت ناصر
تعاني ساكنة جماعة إزناكن بإقليم ورزازات من عطش متواصل، في وقت استنزفت فيه زراعة البطيخ الأحمر الفرشة المائية بشكل غير مسبوق. فرغم أن الماء كان متوفرا على عمق لا يتجاوز 20 مترا في السابق، أصبح اليوم لا يُستخرج إلا من 500 متر، نتيجة الضغط الكبير على الموارد خلال سنتين من الزراعة المكثفة.
المفارقة الصادمة أن هذه الزراعة، التي أرهقت الأرض وأنهكت الماء، لم تحقق إنتاجا جيدا هذا الصيف. مساحات شاسعة من البطيخ تعرضت للتلف وبقيت حبيسة الحقول، وسط غياب أي تفسير رسمي أو معالجة للأمر.
الساكنة تتحدث عن أسباب متعددة وراء هذا التلف، بين من يرجعه إلى كثرة المياه التي أُغرقت بها الأراضي، ومن يعتبر أن المبيدات المستعملة لا تحترم المعايير وتحتوي مواد كيميائية أضرت بالمحصول. لكن الحقيقة الوحيدة الواضحة هي أن الفرشة المائية دُمرت، والساكنة لم تستفد لا من الزراعة ولا من الماء، إذ لا تزال تعيش على صهاريج متنقلة لا تكفي لتغطية أبسط الحاجيات.
مصادر محلية أكدت أن مستثمرين عمدوا إلى كراء أراضٍ من العمالة واستغلالها لزراعة البطيخ، وهو ما أدى إلى ضغط كبير على الموارد المائية، بعدما كان الماء يتوفر على عمق لا يتجاوز 20 مترا، بينما اليوم أصبح لا يُستخرج إلا بالحفر في عمق يصل إلى 500 متر.
ورغم أن الساكنة رفعت عريضة للمطالبة بتأمين الماء الصالح للشرب، إلا أن وضعها لم يتغير، ولا تزال تعتمد على صهاريج متنقلة لا تكفي لتغطية حاجيات الأسر، وسط حرارة الصيف القاسية وغياب أي حلول عملية من الجهات المسؤولة.