إزناݣن.. معلمة منسية تتحول إلى فضاء للخراب بدل أن تكون رافعة للتنمية

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في قلب دوار كوركدة بجماعة إزناكن، تقف بناية ضخمة شُيّدت قبل أكثر من عشرين سنة، شاهدة على التهميش واللامبالاة. كان من المفترض أن تحتضن مشروعًا سياحيًا من شأنه أن يغيّر وجه المنطقة، لكنها اليوم لا تمثل سوى أطلال مهجورة، تحوّلت تدريجيًا إلى مرتع للتخريب ومصدر خطر بدل أن تكون رافعة للتنمية.

المشروع الذي استنزف أموالًا عمومية مهمة، ظل معلقًا بلا تدشين أو استغلال منذ بداية الألفية، ليُترك لمصيره المجهول، حيث تسللت إليه أيادٍ عابثة نهبت كل ما يمكن حمله من تجهيزات، أبواب، نوافذ ومحتويات، ثم أضرمت النار في أجزاء منه، تاركة البناية في حالة خراب.

اليوم، لا شيء يرمز إلى السياحة أو التنمية في هذا المبنى، سوى بقايا جدران أكلها الإهمال، وأبواب ونوافذ اختفت في غفلة، بعد أن تعرضت المنشأة لسرقات متكررة ثم تخريب متعمد بلغ حدّ إضرام النار في مرافقها الداخلية.

حادثة مشابهة عاشها السكان في رمضان الماضي، حين تصاعد الدخان من المبنى لتُكشف فصول جديدة من التدمير العبثي.

الأدهى من ذلك أن المراسلات والشكاوى المتكررة التي وجّهها السكان للجهات المختصة بقيت بلا أثر يُذكر، وكأن المشروع صُمم ليُبنى ثم يُنسى، تاركًا وراءه مساحة موحشة بدل أن يكون متنفسًا اقتصاديًا واجتماعيًا.

بعد عشرين سنة من التعثر، لم يعد أبناء المنطقة يتحدثون عن “مشروع سياحي”، بل عن “خرابة عمومية” تحولت إلى مصدر خطر وشاهد صامت على التهميش واللامبالاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى