إلغاء ذبح الأضاحي هذه السنة في ظل جشع المستوردين وغياب وعي المستهلكين

بشرى عطوشي
من المعيب أن تكشف مصادر إعلامية أجنبية مدى جشع وطمع مستوردين مغاربة لرؤوس الماشية، ونحن نعلم علم اليقين أن ما وصل إليه هؤلاء من بؤس أخلاقي وشح مواطناتي، يعد من أبرز أوجه الفساد، بعد ان استفاد أغلبهم من الريع الحكومي المؤطر تحت غطاء (الدعم الموجه لهذه الفئة).
مؤخرا كشفت بعض الصحف الإسبانية، أن هناك ما يفيد بأن عددا كبيرا من المستوردين المغاربة، اقتنوا مؤخرا عددا كبيرا من رؤوس الأغنام من بلدان أمريكا اللاتينية، استعدادا لبيعها قبيل عيد الأضحى المقبل، رغم القرار القاضي بالاستغناء عن شعيرة الأضحية لهذه السنة.
صحيفة لاراثون الإسبانية لم تخف امتعاضها من هذه العملية، حيث قالت “إنه على الرغم من التعليمات الرسمية، يبقى هؤلاء المستوردون يهددون بشكل فعلي خطة إنقاذ القطيع الوطني من التدهور الذي عانى منه لسنوات.
وأوردت الصحيفة أن الوضع العام لقطاع المواشي لا يبشر بخير، وأنه على الرغم من الأمر الملكي بعدم نحر الأضحية خلال عيد الأضحى، فلا يزال البعض من رجال الأعمال يستوردون الأغنام من الخارج، في أفق ذبحها قبل عيد الأضحى وتزويد زبائنهم بالأغنام قبيل العيد.
وأشارت الصحيفة، استنادا إلى مصادرها من المغرب، إلى أن واردات اللحوم من الدول الأوربية توقفت عمليًا بسبب ارتفاع الأسعار في أسواقها مقارنة بالسوق المحلي، ومع ذلك، تتقدم واردات اللحوم الحمراء من أوروغواي والبرازيل بوتيرة مهمة، حيث يتم استيراد العجول بشكل مستمر.
أسعار اللحوم التي كان المستهلك المغربي ينتظر أن تنخفض في ظل الإعلان عن إلغاء ذبح الأضاحي هذه السنة، لم تنخفض ولم تعرف أي تغيير يذكر، وهو الأمر الذي يؤكد بأن هناك المزيد من الاختلالات ومزيدا من الجشع الذي بات يطبع السوق لا من قبل الكسابة ولا من قبل المستهلك في ظل غياب تام وشامل للرقابة.