ابتداءً من 12 أكتوبر: أوروبا تُدخل نظامًا إلكترونيًا جديدًا لتعقب دخول وخروج المسافرين

حسين العياشي
ابتداءً من 12 أكتوبر المقبل، سيشهد المسافرون القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم المغاربة، تحولًا جذريًا في طريقة عبورهم للحدود الأوروبية. إذ سيدخل نظام الدخول والخروج الإلكتروني الأوروبي المعروف باسم EES حيز التنفيذ، في خطوة تهدف إلى تبسيط إجراءات المراقبة الحدودية وتعزيز الأمن وتتبع حركة الزوار ضمن منطقة شينغن.
النظام الجديد سيحل محل الختم التقليدي الذي كان يوضع على جوازات السفر للزيارات القصيرة التي لا تتجاوز 90 يومًا. عبر هذا النظام، سيتم تسجيل بيانات الدخول والخروج إلكترونيًا، بما في ذلك أي حالات رفض دخول، إضافة إلى مدة إقامة المسافر، ما يوفر متابعة دقيقة وآمنة لحركة الزوار، ويحد من الأخطاء البشرية.
سيتم جمع جميع المعلومات الشخصية الواردة في جواز السفر، مثل الاسم واللقب ورقم الوثيقة، إلى جانب بيانات عبور الحدود كالوقت والتاريخ والمكان، وكذلك أي رفض لدخول الأراضي الأوروبية. كما سيقوم النظام بتسجيل البيانات البيومترية لكل مسافر، بما في ذلك صورة الوجه وبصمات الأصابع. وتؤكد السلطات الأوروبية أن تقديم هذه المعلومات إلزامي، إذ أن رفض التعاون سيؤدي تلقائيًا إلى منع الدخول.
عند أول مرور للحدود، سيُطلب من المسافر تقديم كافة المعلومات الشخصية، وسيقوم موظفو الحدود بتسجيل البصمات وأخذ صورة الوجه لتخزينها في ملف رقمي فردي. أما في المرات التالية، فسيكفي إجراء فحص بيومتري سريع، ما يسرع الإجراءات ويخفف من الازدحام على نقاط التفتيش.
ولتسهيل العملية أكثر، ستتوفر محطات تسجيل مسبق في أهم نقاط العبور، بما في ذلك أكبر 25 مطارًا وميناءً فرنسيًا، حيث سيتم التحقق من ملفات EES بواسطة موظف الحدود لضمان التوافق مع المعايير الأمنية والقانونية.
يشكل إدخال نظام EES نقطة تحول في إدارة الحدود الأوروبية، إذ يجمع بين التحديث التكنولوجي وتعزيز الأمن، مع تقديم تجربة أسرع وأكثر شفافية للمسافرين. ويعد هذا النظام خطوة مهمة نحو رقمنة مراقبة الحدود، بما يضمن أمان المسافرين والدول على حد سواء، ويعكس التزام أوروبا بمواكبة التطورات الرقمية في ظل تحديات الحركة الدولية.