اتصالات المغرب.. رهانات خارج الزمن

بشرى عطوشي
في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاستضافة أكبر الفعاليات الرياضية، وفي وقت يسابق الجميع الزمن لإرساء قواعد رقمنة المؤسسات والقطاعات، والبحث عن فرص لتطوير القطاع، لازالت المؤسسة المعنية بالأمر والتي يعتمد عليها الجميع في هذا الشأن خلف الستار تضع مساحيق الماكياج، وتختار من الأكسسوارات والملابس ما يناسب إسمها وليس مهمتها.
اتصالات المغرب التي ينتظر الجميع حضورها وتواجدها في الساحة، لأنها الفاعل الرئيسي والوحيد في القطاع، تبحث عن هوية بصرية جديدة لها، وتستعد لإطلاق الجيل الخامس.
يقول المثل المغربي: “آش خاصك ألعريان، خاصني خاتم أمولاي”، وهو ما ينطبق على اتصالات المغرب اليوم، هوية بصرية وجيل خامس، في وقت لازالت خدماته متعثرة وعلى مر السنين.
صبيب شبه منعدم، شبكة ضعيفة، خدمات منعدمة، وأسعار مرتفعة مقارنة مع ما يتم تقديمه للزبائن الذين تصل اشتراكاتهم، إلى حوالي 80 مليون اشتراك.
اتصالات المغرب التي تعد الفاعل التاريخي والوحيد، تبقى كمن يضع العربة قبل الحصان، تنقلنا من جيل إلى جيل ومن رقم إلى رقم في غياب تام لأي معادلة.
إطلاق خدمة الجيل الخامس في المدن الكبرى، يسائل هذه الشركة، حول الجدوى من هذه الخدمة إذا لم يصل بعد الجيل الرابع إلى الهدف المنشود، ولم يغطي بعد كل مناطق المملكة.
الألياف البصرية التي أوهمت بها اتصالات المغرب الزبائن الذين يعانون المر مع صبيبها، كانت فقط من أجل مضاعفة السعر واستنزاف المواطن دون الحصول على خدمة شاملة لهذه الألياف البصرية.
ف100 ميغابيت في الثانية، لا يتلقى منها الزبون إلا صبيبا ضعيفا، ينهك أعصابه طول اليوم مقابل مبلغ 500 درهما شهريا.
حتى لو أعلنت هذه الشركات عن “زيادة الصبيب”، فإنها غالبًا ما تلجأ إلى حيل تسويقية، مثل استهلاك الرصيد بسرعة أكبر، انتهاء صلاحيات التعبئة في وقت قياسي، أو فرض شروط خفية تؤدي في النهاية إلى رفع الفاتورة.
كل هذا يحدث في غياب رقابة فعلية من طرف الهيئات المسؤولة، ووسط حملة تسويقية تبدو أقرب إلى “تضليل ممنهج” من تحسين للخدمات.
خدمات ناقصة، واختلالات بالجملة، وغياب تام لتقنيي الاتصالات في حال حدوث أعطاب أو طلب مساعدة تقنية، كلها أسباب تستدعي فرض رقابة على الفاعلين في القطاع وخلق منافسة جادة وحقيقية.
إن المستهلك المغربي الذي أصبح اعتماده على الاتصالات كاعتماده على الغذاء، أمرا ملحا، يعاني في ظل هذه الخدمات الهشة للجيل الرابع، حيث رغم توفر الخدمة في عدد من القرى كبديل عن الألياف البصرية، لكنها لا تلبي احتياجات المستهلكين.
ويعتبر المستخدمون أن تعميم شبكة 4G، وتحسين جودة خدماتها يُعد اختباراً حقيقياً لقدرة الشركة على مواكبة متطلبات عصر السرعة، خاصة في المناطق النائية والقرى الجبلية.





