
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد محمد جاجا، رئيس جماعة أقيغان بإقليم طاطا، أن ما تم تداوله حول امتناع الجماعة عن استعمال سيارة الإسعاف لإنقاذ شاب تعرض للسعة أفعى، هو تضليل إعلامي و”تشويه مجاني لحقيقة الوضع”، موضحًا أن المعني بالأمر ليس طفلًا كما تم الترويج، بل رجل يتراوح عمره بين 27 و30 سنة.
وأوضح جاجا، ل”إعلام تيفي”، أن سيارة الإسعاف الرئيسية للجماعة تعرضت لحادث سير قبل شهرين نتيجة اصطدامها بجمال سائبة، والمحلس برمج وعاء لاصلاحها، في انتظار توصلها بسيارة جديدة من المجلس الإقليمي، وسيارة أخرى لنقل الأموات من المرتقب أن تصل الأسبوع المقبل.
وفي سرد لتفاصيل الحادث، قال جاجا: “كنت جالسًا في المقهى حين سألني أحد الأشخاص إن كنت رئيس الجماعة، فأكدت له ذلك، فقال لي إنه تعرض للسعة أفعى. سألته إن كان الأمر مستعجلًا، واقترحت عليه أن يأخذ سيارة أجرة، لكنها تأخرت، ثم اختفى عن الأنظار دون أن أعلم إلى أين ذهب.”
وتابع: “اتصلت بالممرض للاستفسار، فأكد لي أن الرجل لم يأتِ إلى المركز الصحي، كما أن المركز لا يتوفر أصلًا على مصل مضاد لسم الأفاعي، رغم الطلبات المتكررة التي وجهناها إلى وزارة الصحة لتوفير هذا المصل بالمنطقة.”
وأضاف رئيس الجماعة أن سيارة الإسعاف التابعة للجمعية المحلية التي تُستعمل حاليًا تحت إشراف الجماعة، هي في وضع قانوني انتقالي، حيث قدمت الجماعة مراسلة رسمية لوزارة الصحة لتقنين وضعها، مشددًا على أنها تظل في خدمة الساكنة.
ولم يخف جاجا وجود تحديات إضافية، قائلًا: “حتى إن توفرت سيارة الإسعاف، فالعائق يكمن في غياب تقنيين أو موظفين مخصصين لقيادتها، وهو ما يُصعّب عملية التنقل”.
وأكد جاجا أنه رغم توفره على سيارة إسعاف واحدة، إلا أن الكثافة السكانية الكبيرة للمنطقة تفرض عليه التوفر على سيارة إضافية، موضحًا أن المجلس الإقليمي تأخر في تسليمها. وقال: “كلما توفرت الظروف، أرسل مرضى إلى مدينة أكادير عبر سيارة الجماعة، حتى لا يتحملوا أعباء الطريق أو مصاريف النقل الخاص.”
وشدد المتحدث على أن الجماعة تضع جميع سياراتها، في حدود الإمكانيات، تحت تصرف المصالح الصحية والساكنة، مبرزًا أن من غير المنطقي تحميل رئيس الجماعة مسؤولية صحية مباشرة في غياب تدخل قطاع الصحة.
وأشار جاجا إلى أن جماعته تُعد من القلائل في إقليم طاطا التي تتوفر على طبيب، في حين تفتقر جماعات أخرى حتى إلى ممرضين، فضلًا عن غياب مستشفى فعلي حاليًا، مما اضطر السلطات الصحية لاستعمال مرافق الجماعة (دار الشباب، دار الطالبة، النادي النسوي، الخزانة) كمراكز بديلة إلى حين إعادة تأهيل المستشفى المحلي.
وفي الجانب التنموي، كشف جاجا أن الجماعة، رغم محدودية ميزانيتها، شرعت في تنفيذ مجموعة من المشاريع الكبرى، من بينها ربط كافة الدواوير بالماء والكهرباء، وتوسيع الطريق بين القصبة وأقيغان بميزانية تناهز 4.9 مليار سنتيم، بالإضافة إلى إنجاز صفقة 33 كيلومترًا من الطريق الرابطة بين أقيغان وواد أگو، وصفقة أخرى لإعادة تأهيل الطريق نحو أيت منصور بسبب وضعها المهترئ.
وأعلن عن مشروع مهم يتعلق بفتح سوق جديد بالجماعة، موضحًا: “حصلنا على دعم مهم يُقدر بمليار و400 مليون سنتيم من الجهة والمجلس الإقليمي والدولة. لكن بعد انطلاق الأشغال، فوجئنا ان الميزانية غير كافية ونحتاج إلى مبلغ 120 مليون، ومع حضور الطاشرونات وجب إضافة 20% على التكلفة. اليوم، المشروع يحتاج فعليًا إلى 220 مليون سنتيم، وقد تمكّنا هذا الأسبوع من توفير 140 مليون، وما زلنا في حاجة إلى 80 مليون إضافية”.
وأكد على أن الجماعة تتطور رغم قلة الموارد، وقال: “عدت بعد غياب دام 14 سنة، فوجدت الوضع كما تركته سنة 2009. اليوم نبني حجرًا فوق حجر، لأننا نؤمن بأن التنمية لا تأتي بالشعارات بل بالاجتهاد والواقعية.”








