احتقان اجتماعي يهدد استقرار قطاع النقل الحضري بالرباط قبل التظاهرة الرياضية القارية

حسين العياشي
وجه المكتب الجهوي لنقابات الاتحاد المغربي للشغل، رسالة رسمية إلى والي جهة الرباط، حذر فيها من تبعات ما وصفه بـ”الخرق الصارخ لقوانين الشغل” في شركة “ألزا سيتي باص ALSA”. النقابة لم تكتفِ بالتحذير، بل دعت إلى عقد لقاء عاجل لبحث الوضع والتوصل إلى حلول سريعة، بهدف تجنب انفجار اجتماعي قد يؤثر بشكل خطير على استقرار خدمات النقل الحضري. مما يهدد الاستقرار الاجتماعي والمهني في قطاع حيوي يشكل ركيزة أساسية في تسهيل التنقلات اليومية لسكان العاصمة وضيوفها في التظاهرات القارية المقبلة.
ووفقًا لما ذكرته المراسلة، فإن إدارة “ألزا” تعتمد سياسة تهديد وابتزاز بحق موظفيها، من خلال ما تدعيه الشركة بـ”المغادرة الطوعية”، وهو ما اعتبرته النقابة مجرد آلية لتسريح العمال تحت الضغط. ويأتي هذا في وقت حساس للغاية، حيث أطلقت الشركة خطة جديدة تستهدف العاملين في المصالح التقنية، الحراسة، المراقبة، والإدارة، مما أثار مخاوف من تأثير هذه الإجراءات على استقرار القطاع.
أحد أبرز الاتهامات التي وجهتها النقابة لإدارة “ألزا” هو رفض الشركة إجراء حوار اجتماعي جاد. ففي الوقت الذي يُعتبر فيه المكتب النقابي التابع للاتحاد المغربي للشغل من النقابات الأكثر تمثيلية، تجاهلت الشركة مطالبهم وتُقصيهم من اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بالعاملين. وهو ما يزيد من تعميق الفجوة بين العمال والإدارة ويعزز مشاعر الإحباط والاستياء في صفوف المستخدمين.
وفي سياق متصل، سلطت النقابة الضوء على الظروف القاسية التي يعيشها العاملون في شركة “ألزا”، من استدعاءات مكثفة وجلسات استماع متكررة تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للسائقين والعمال الآخرين. وتعتبر هذه الضغوطات، التي تهدد سلامتهم وسلامة المواطنين على الطريق، أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في ارتفاع حوادث السير في المنطقة.
أما بالنسبة للعمل الليلي، فقد أكدت النقابة أن المستخدمين يتم إجبارهم على العمل في فترات متأخرة من الليل دون مراعاة للمعايير الصحية أو سنوات الأقدمية، وهو ما يُعرّضهم لمزيد من الإرهاق والضغط النفسي. إضافة إلى ذلك، تم فرض مهام غير مهنية على بعض الموظفين، مثل أعمال البناء والصباغة وتركيب أعمدة التشوير، دون أي تعويض أو إشراف مناسب.
أشار المكتب النقابي كذلك إلى تصرفات أخرى وصفتها بأنها “غامضة” وغير مهنية، مثل إجبار العاملين على التوقيع على وثائق لم يحضروا اجتماعاتها أو دورات تكوينية لها، بالإضافة إلى سياسات داخلية قسرية تُفرض عليهم دون شرح أو استشارة مسبقة.
وفي ختام المراسلة، حمل المكتب النقابي إدارة “ألزا” المسؤولية الكاملة عن عواقب هذه الممارسات، مؤكّدًا على ضرورة التدخل العاجل من قبل والي جهة الرباط لوضع حد لهذا الاحتقان الاجتماعي الذي يهدد استقرار الخدمات. ودعا النقابة إلى التفاعل الفوري مع هذه القضايا لضمان استمرارية خدمات النقل الحضري وضمان تنقل المواطنين والزوار بشكل آمن ومريح، خاصة في ظل التوقعات بتوافد الجماهير والوفود الرياضية إلى العاصمة الرباط للمشاركة في التظاهرة الرياضية القارية المقبلة.
تجد مدينة الرباط نفسها على مفترق طرق. ففي الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاستضافة تظاهرة رياضية قارية ستمثل فرصة لتعزيز موقعه على الساحة الدولية، يعاني قطاع النقل الحضري في العاصمة من أزمة عميقة تهدد استقرار عمله واستمرار خدماته. إن حل هذه الأزمة يتطلب التوصل إلى حلول عاجلة، سواء على مستوى تحسين ظروف العمل أو إجراء حوار اجتماعي حقيقي بين النقابات والإدارة، لضمان استمرارية الخدمات وتفادي أي تداعيات سلبية قد تؤثر على الصورة العامة للمغرب في هذا الحدث الرياضي الهام.