ارتفاع أسعار الأعلاف يشعل غضب المربين ويهدد استقرار القطاع الفلاحي

حسين العياشي

أثارت الزيادة الأخيرة في أسعار أعلاف الماشية موجة من القلق والاستياء في صفوف مربي الماشية في العديد من المناطق الفلاحية، حيث حملت هذه الزيادات تهديدات خطيرة لاستقرار القطاع وتكاليف الإنتاج، مما دفع الفاعلين في هذا المجال إلى التعبير عن مخاوفهم. وقد جاء في هذا السياق تحذير من فاطمة الزهراء باتا، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، التي دقت ناقوس الخطر بشأن الارتفاع المفاجئ وغير المبرر في أسعار بعض المواد العلفية، وفقًا لرؤية المهنيين في هذا القطاع.

وفي سؤال وجهته إلى وزير الفلاحة، أكدت النائبة البرلمانية أن مادة النخالة، التي تعد من المواد الأساسية في تغذية الماشية، شهدت ارتفاعًا كبيرًا في سعرها، حيث بلغ ثمن الكيس الواحد حوالي 130 درهمًا، بزيادة تقدر بنحو 30 درهمًا خلال فترة قصيرة، وهو ما أثار استياءً واسعًا في أوساط المربين. هذا الارتفاع المفاجئ دفع بالعديد من الفلاحين إلى التشكيك في مبررات هذه الزيادة، خاصة في ظل البرامج الحكومية التي أُعلنت لدعم الأعلاف المركبة وحماية إناث الأغنام والماعز، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول مدى فعالية هذه التدابير وقدرتها على الوصول إلى الفئات المستهدفة.

وأشارت باتا إلى أن مربي الماشية يجدون أنفسهم في موقف صعب، حيث يعانون من ارتفاع مستمر في تكاليف الإنتاج، مقابل ضعف القدرة على الاستفادة من بدائل علفية ذات تكلفة أقل. الأمر الذي يهدد استمرارية نشاطهم ويزيد من هشاشة أوضاعهم الاقتصادية. في هذا السياق، شددت على ضرورة تدخل الوزارة بشكل عاجل لضبط أسعار الأعلاف، خاصة مادة النخالة، وحماية المربين من الزيادات التي وصفتها بغير المبررة.

وفي نفس السياق، طالبت النائبة البرلمانية بتوضيح التدابير التي تعتزم وزارة الفلاحة اتخاذها لمراقبة سلاسل التوزيع والأسعار، لضمان احترام شروط المنافسة وشفافية السوق، بالإضافة إلى الكشف عن خطط الوزارة لتشجيع اعتماد بدائل علفية أكثر استدامة وذات مردودية اقتصادية عالية. كما طالبت بتكثيف حملات التوعية للمربين حول هذه البدائل، لتخفيف الضغط على القطاع وضمان استقراره.

إن هذه القضايا تطرح العديد من التحديات أمام القطاع الفلاحي، الذي يعاني من تقلبات أسعار الأعلاف وضعف الدعم الموجه للمربين. وتبقى الحاجة ملحة إلى إجراءات عاجلة وفعالة لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي الذي يعتمد عليه العديد من الأسر الفلاحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى