ارتفاع أسعار الكتب يدفع الآباء نحو البدائل المستعملة

حسين العياشي
مع اقتراب الدخول المدرسي، تعود ضغوط التكاليف لتثقل كاهل الأسر المغربية، خصوصًا في مدينة أكادير، حيث تتحول أسواق الكتب المستعملة إلى محج للآباء والأمهات الباحثين عن بدائل أقل تكلفة تتيح لأبنائهم مواصلة دراستهم دون أن تنهار ميزانياتهم الشهرية.
ويعكس الإقبال المتزايد على الكتب المستعملة واقعًا اقتصاديًا صعبًا تعيشه العديد من الأسر، في ظل ارتفاع أسعار الكتب الجديدة واللوازم المدرسية.
تشهد أسواق الأحد وتيكيوين في أكادير، على سبيل المثال، انتشارًا لافتًا للباعة الذين يعرضون الكتب المدرسية المستعملة. ويتجول الزبائن بين الأكوام باحثين عن المقررات التي تتماشى مع لوائح وزارة التربية الوطنية، بغض النظر عن الفئة الاجتماعية التي ينتمون إليها.
ويؤكد بعض الأهالي أن اللجوء إلى الكتب المستعملة لم يعد خيارًا، بل ضرورة قاهرة، إذ يصل ثمن الكتاب الجديد إلى 80 أو 100 درهم، ما يجعل اقتناء ستة أو سبعة كتب لكل طفل عبئًا حقيقيًا على الأسرة.
أوضح عدد من الأسر أن اقتناء كتاب مستعمل بثمن منخفض يعد إنقاذًا لمصاريف أخرى ضرورية، خاصة أن الغلاء يشمل أيضًا المحافظ، الأدوات، والملابس المدرسية، ما يزيد العبء المالي على الأسر متوسطة الدخل، ناهيك عن الأسر ذات الدخل المحدود.
ويزداد الوضع تعقيدًا مع تقدّم الدراسة، إذ تختلف المقررات بين السنوات، ما يجعل إعادة استخدام الكتب بين الإخوة أمرًا صعبًا أحيانًا.
في هذا السياق، يرى فاعلون تربويون أن الحكومة مطالبة بتوسيع آليات الدعم وجعلها أكثر استهدافًا للفئات الهشة، إلى جانب تشجيع إعادة تدوير الكتب المدرسية وتنظيم أسواق للكتب المستعملة داخل المؤسسات التعليمية نفسها، لتسهيل عملية التبادل بين الأسر وتقليل الضغط المالي.





