ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن يحرج الحكومة
فاطمة الزهراء ايت ناصر
رغم تطمينات الحكومة وإعلانها عن إجراءات متعددة لضبط السوق، لا تزال أسعار اللحوم الحمراء تعرف ارتفاعاً “صاروخياً” في الأسواق المغربية، فيما ارتفعت بدورها أسعار لحوم الدجاج، ما أثار استياء فئات واسعة من المستهلكين الذين باتوا يواجهون ضغطاً متزايداً على قدرتهم الشرائية.
ورغم حديث الحكومة عن برامج دعم وتدخلات استباقية، يبقى الواقع في الأسواق بعيداً عن التطمينات الرسمية.
في هذا السياق، عزا وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، ارتفاع أسعار لحوم الدواجن إلى تحول جزء مهم من المستهلكين نحو الدجاج بدل اللحوم الحمراء، وهو ما تسبب، حسب قوله، في زيادة الطلب وارتفاع الأسعار، نافياً في الوقت ذاته وجود أي اختلال في الإنتاج.
وأوضح الوزير، في جواب كتابي على سؤال برلماني، أن الوزارة اتفقت مع المهنيين في قطاع الدواجن على الرفع من إنتاج الكتاكيت، كما أُعفيت واردات كتاكيت اليوم الواحد من الرسوم الجمركية لتشجيع الإنتاج المحلي.
وأضاف أن الحكومة وضعت برنامجاً استعجالياً لمواجهة التحديات المناخية والأزمات المركبة التي أثرت على القطاع الفلاحي، تضمن دعم الزراعات الأساسية، والأسمدة، وتعليق رسوم الاستيراد والضرائب على استيراد اللحوم والماشية، في محاولة لتخفيف الضغط على القطيع الوطني وتخفيض الأسعار.
وأبرز البواري أن هذه التدابير مكنت، إلى نهاية يناير 2025، من تسجيل تراجع نسبي في أسعار الخضروات الأساسية، واستيراد أعداد مهمة من رؤوس الأبقار والأغنام، بالإضافة إلى كميات من اللحوم المستوردة.
وفي ظل هذا الوضع، يبقى المستهلك المغربي يواجه واقعاً مغايراً، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج في الأسواق ما بين 25 و30 درهماً، وهو ما يعتبر مرتفعاً مقارنة بالمستوى الطبيعي للأسعار، ويطرح تساؤلات جدية حول فعالية الإجراءات الحكومية ومدى قدرتها على كبح موجة الغلاء التي تثقل كاهل الأسر المغربية، خاصة في ظل محدودية الدخل وارتفاع تكاليف المعيشة.
