ارتفاع تكاليف السفر يُثني مغاربة العالم عن زيارة الوطن في الصيف

فاطمة الزهراء ايت ناصر
كشفت فاطمة، وهي مواطنة مغربية مقيمة بالديار الإيطالية، عن معاناتها مع الارتفاع الكبير في تكاليف السفر إلى المغرب خلال فصل الصيف، معتبرة أن هذا الوضع أصبح يُثقل كاهل الجالية المغربية ويدفع الكثيرين إلى التخلي عن زيارة الوطن في هذه الفترة التي كانت تُعدّ تقليديًا موعدًا للعودة السنوية.
وفي تصريح لها ل”إعلام تيفي”، أوضحت فاطمة أنها اعتادت منذ سنوات التنقل إلى المغرب بسيارتها الخاصة، غير أن غلاء أسعار المحروقات وارتفاع كلفة العبور هذا الصيف جعلاها تغيّر خطتها وتختار السفر عبر الطائرة، رغم أن أسعار التذاكر الجوية بدورها “باهظة وغير منطقية”، على حدّ تعبيرها.
وأضافت فاطمة أن “مصاريف السفر أصبحت لا تُطاق، من تذكرة الطائرة إلى تكاليف الإقامة والتنقل داخل المغرب، وهو ما يجعل العديد من أفراد الجالية يتراجعون عن زيارة بلدهم الأم”.
وأشارت في هذا السياق إلى حالة شقيقتها خديجة المقيمة بفرنسا، التي فضّلت تأجيل زيارتها للمغرب إلى فترة رأس السنة الميلادية، على أمل أن تنخفض الأسعار.
وتعكس هذه الشهادات واقعًا تعيشه شريحة واسعة من مغاربة العالم، ممّا يطرح تساؤلات حول السياسات المتبعة لتشجيع الجالية على الحفاظ على صلتها بالوطن، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف السفر وتزايد الأعباء الاقتصادية.
في سياق متصل، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة مقطع فيديو يُظهر مجموعة من الباعة في ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش وهم يشتكون من الركود الاقتصادي وقلة الحركة السياحية هذا الصيف، مقارنة بالسنوات الماضية. وعبر الباعة في الفيديو عن تراجع عدد الزوار، مشيرين إلى أن الموسم لم يكن كما كانوا يتوقعون، رغم انها فترة الذروة الصيفية.
المفارقة التي أثارها الفيديو تكمن في شهادات عدد من السياح الأجانب الذين ظهروا في المقطع نفسه وهم يُعبرون عن إعجابهم الكبير بجمال المغرب وتنوع ثقافته وتراثه.
وأكد بعضهم أنهم وجدوا في المغرب سحرًا خاصًا لا يُشبه باقي الوجهات، ما يعكس خللًا بين صورة المغرب في أعين السياح ورغبتهم في زيارته، وبين الظروف التي تحدّ فعليًا من تدفقهم، سواء تعلق الأمر بارتفاع الأسعار أو ضعف الترويج السياحي الداخلي.
في هذا الصدد أكد الزوبير بوحوث، في تصريح لـ”إعلام تيفي”، أن الأرقام الرسمية التي أعلنتها وزارة الخارجية تشير إلى دخول حوالي مليون و520 ألف من مغاربة العالم منذ 10 يوليو، بزيادة قدرها 13% مقارنة بالسنة الماضية، ما يعني أن الانتعاش كان مفترضًا أن يكون أوضح في مدن مثل السعيدية.
وشدد المتحدث على أن “الركود يطرح أسئلة حقيقية حول أداء الأرضية السياحية محليًا، والترويج، والتواصل، وطريقة التعامل مع السياح”، مؤكدا أن هذا الوضع “إذا استمر، ستكون له تداعيات خطيرة على مناصب الشغل والاستقرار الاقتصادي”.
في فيديو اخر انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نفت سيدة ما يُروج بشأن قلة زيارة المغاربة المقيمين بالخارج هذا الموسم، مؤكدة أن هذا الكلام غير دقيق. وأشارت إلى أن عدد السيارات التي تنتظر عند نقطة العبور في الميناء يشهد ازدحامًا كبيرًا، ما يدل على كثرة الوافدين من الجالية المغربية.
وأكدت أن الصور الحقيقية للحركة المرورية تعكس حجم الإقبال والحرص على العودة إلى الوطن، رغم كل الصعوبات والتحديات.





