استقالة بلماضي..استقالة بوتفليقة

استقالة بلماضي..استقالة بوتفليقة

برعلا زكريا

تأهل منتخب موريتانيا لدور الستة عشر لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، عقب انتصاره ( 1-صفر) على الجزائر متذيلة المجموعة الرابعة، وحسب موقع “rmc sport”، المتخصص، فقد أعلن المدرب جمال بلماضي استقاله من منصبه للاعبين في مستودع الملابس في انتظار الإعلان الرسمي،

رأس جمال بلماضي هو أقل ما يمكن تقديمه لمقصلة الإقالة في محاولة لامتصاص غضب الجماهير الشعبية الجزائرية، التي كانت تعول كثيرا على منتخب بلادها من أجل نسيان خيبة الأمل المتمثلة في الغياب عن مونديال قطر.
من ناحية أخرى، لم يعد سرا أن كرة القدم يتم استثمارها سياسيا نظرا لجاذبيتها وسحرها على الناس، أو كما يحلو للبعض وصفها بأفيون الجماهير،

وفي حالة النظام الجزائري، فقد أثبت غير ما مرة أنه مهووس بالمغرب، ولا يفوت أي فرصة أو محفل بما في ذلك التظاهرات الرياضية في بث التصريحات المعادية للمسؤولين المغاربة، من خلال أذرعه شبه الإعلامية الهاوية، ومحللي قنوات “سبيستون”، ومن خلال تلعثمهم ونبرة صوتهم تفهم أنهم لا يصدقون ما يقولون، وإنما يتم إجبارهم وتوجيههم من عساكر متبلدين، ومن هذه القصص الخيالية نكتة “الكولسة” واتهام رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع باستغلال منصبه داخل “الكاف” !

استقالة بلماضي لا يمكن اعتبارها قرارا شخصيا لمدرب أعطى الكثير ولا زال في جعبته ما يقدمه في إطار كرة القدم، وإنما هي إقالة وشرط مسبق من قصر “المرادية” في حال الإقصاء، وهو ما حصل.
وهي لا تختلف كثيرا عن استقالة (إقالة) الرئيس السابق، الراحل عبد العزيز بوتفليقة، على إثر حراك شعبي غير مسبوق بعد عشرين عاما قضاها في الحكم.

والغرض من المقارنة بين إقالة بلماضي والراحل بوتفليقة أن هناك من يناور للاستمرار في السيطرة على الشعب الجزائري وامتصاص مشاعر الذل والقمع التي تسود الشوارع الجزائرية، سواء بسبب معدلات البطالة المرتفعة، خصوصا أن فئة الشباب تمثل 70 في المائة من الشعب، أو بسبب سرقة ثورة الجزائريين السلمية، الذين كانوا يمنون النفس بالتخلص من عصابة العسكر الجاثمة على صدورهم، والمستغلة لثرواتهم الطبيعية في تكديس خردة أسلحة الاتحاد السوفيتي وتمويل حملات مسعورة ضد المصالح المغربية.

على من يكرهوننا من إخواننا الجزائريين أن يستوعبوا الدرس الكروي، فما حققه المنتخب الوطني المغربي ليس وليد اللحظة، إنما هو توفيق من الله، وثمرة جهد كبير وتخطيط محكم. وحتى لو لم ينجح وليد الركراكي في بلوغ أدوار متقدمة في “الكوت ديفوار” لن ينقص ذلك شيئا من مكانته في الرأسمال المغربي اللامادي بفضل إنجاز قطر الملهم، باعتراف العالم بأسره، هذا الإنجاز كان من بين امتداداته الحصول على شرف المشاركة في تنظيم كأس العالم 2030.

والنجاح الكروي خاصة أو الرياضي بصفة عامة يعكس حالة من الاستقرار السياسي، ودورانا منتظما لمحرك التنمية، وتطويرا للبنى التحتية، وجلبا للإستثمارات، ومكاسب جمة للقطاع السياحي…
وفي حالة جيراننا، فإقالة بلماضي لن يغير من الوضع الشيء الكثير ما دامت خيوط اللعبة بيد من عوض الراحل “بوتفليقة” ب”تبون” المحسوب على نفس النظام الذي يطالب الجزائريون بإسقاطه، هذا النظام يحرم الجزائريين من الانفتاح على عالم اليوم، ويقف حجر عثرة أمام تعاون سكان شمال إفريقيا المرتبطين تاريخيا وثقافيا، والمنفصلين ظرفيا إلى حين استعادة الجزائريين لحريتهم في الاختيار.

زر الذهاب إلى الأعلى