اشتوكة آيت باها.. الواحات رصيد فلاحي مهدد بالزوال بسبب الحرائق والإهمال

بشرى عطوشي
تتواصل، اليوم الإثنين، عمليات تدخل فرق الوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والسلطات المحلية، لمعالجة تداعيات الحريق الذي اندلع، أمس الأحد، بواحة تاركانتوشكا، وأتى على أزيد من النصف منها.
الحريق يعيد إلى الأذهان كارثة “تنالت” التي اندلعت قبل أربع سنوات، وأتت على الأخضر واليابس، خصوصًا أن منطقة تنالت مجاورة لتاركا نتوشكا وتتشابه معها في الغطاء النباتي والهشاشة البيئية.
ويُجدّد هذا الحادث التنبيه إلى أهمية أخذ النشرات الإنذارية بجدية، مع ضرورة إحداث وحدة دائمة للوقاية المدنية بالمنطقة، لتسريع وتيرة التدخل في مثل هذه الحالات، وتفادي تكرار مآسي بيئية وإنسانية محتملة.
في هذا الشأن، يطالب خبراء البيئة وجمعيات المجتمع المدني بضرورة المراقبة الصارمة للسلوكات البشرية المدمرة، مثل قطع الأشجار والتسبب في الحرائق، كما دعا بعضهم إلى ضرورة استخدام تكنولوجيات الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي لرصد الواحات وحمايتها عبر الأقمار الصناعية، دون إغفال دور الشباب في دعم التعاونيات والمساهمة في الحفاظ على الواحات.
ويناشد الفلاحون السلطات المعنية للتدخل العاجل لتعويض المتضررين، محذرين من أن استمرار الإهمال قد يؤدي إلى اندثار الواحات التاريخية، وما تمثله من رصيد فلاحي وثقافي مهدد بالزوال.
زحسب بعض المصادر المطلعة بواحة تاركانتوشكا، فالعوامل المؤدية إلى تسجيل اندثار هذا الفضاء الإيكولوجي، من بينها اعتداءات الخنازير البرية على المستغلات الزراعية، ومشكلة الحرائق المتتالية في غياب أي تعويض عن الخسائر.
ويطالب الفلاحون في المنطقة بحلول لهذه المعضلات، وتسييج الواحة، ومواكبة المزارعين الصغار وتزويدهم بأشجار ومغروسات ذات قيمة بدل المزروعات التقليدية الحالية ذات المردود الضعيف، إنتاجا وتسويقا.