أسعار التمور ستلهب جيوب المغاربة خلال شهر رمضان بسبب الجفاف

يزيد خلال شهر رمضان، الإقبال على استهلاك التمور بمختلف أشكالها وأصنافها، وهي مناسبة يستعد لها منتجو التمور عبر الحرص على توفير عرض متنوع يناسب أذواق جميع المغاربة، إلا أن هذه السنة شكلت استثناءً عند بعض المنتجين بالنظر لتداعيات الجفاف التي أثرت بشكل كبير على الواحات المغربية.
في هذا الإطار، أكد عبد البر بلحسان، رئيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي ضفة زيز بأرفود (جهة درعة تافيلالت)، أن الجفاف أثر كثيرا على الواحات، مشيرا، في المقابل، إلى أن ترشيد استعمال المياه من طرف مجموعة من الوحدات ساهم في توفير منتوج جيد من التمور بالمنطقة.

إقبال على التمور المحلية

وحول أنواع التمور الموجودة بالجهة والتي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين، أوضح بلحسان، في تصريح لـمصدر مطلع ، أن العرض يهم خصوصا تمور المجهول وبوفكوس وبوسليخن، وبوسكري، مشيرا إلى أنها متوفرة بكميات تكفي لتغطية حاجيات المستهلكين خلال شهر رمضان، “إلا أنها ليست بنفس وفرة السنوات الماضية”.

وأكد بلحسان أن المستهلك المغربي أصبح، سنة بعد أخرى، يتعرف على منتوج الواحة ويقبل على الإنتاج المحلي، وذلك بعدما كان يتوجه مباشرة نحو المنتوجات المستوردة مثل التمر الجزائري أو التونسي.

وفي ما يتعلق بأسعار بيع التمور لهذه السنة، اعتبر رئيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي، الأسعار في متناول مختلف الفئات الاجتماعية، بحيث يتراوح سعر تمر المجهول، على سبيل المثال، ما بين 50 إلى 120 و140 درهما للكيلوغرام، مشيرا إلى أن المجهول يُعرف بأربعة أصناف؛ من الجيد إلى الأكثر جودة.

أما بوفكوس الذي يعد محبوب المستهلك المغربي، يتابع بلحسان، فيتراوح سعره ما بين 40 و45 درهما في السوق، معتبرا هذه الأثمنة تنافسية، في ظل وجود منافسة كبيرة داخل السوق الوطنية.

إنتاج ضعيف

وإذا كان الإنتاج وفيرا في معظم واحات جهة درعة تافيلالت، فالعرض من التمور لشهر رمضان بإقليم طاطا في جهة سوس ماسة، لم يصل إلى المستويات السابقة، بحيث يؤكد شكار احضيه، رئيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي والت دات بطاطا أن الإنتاج كان ضعيفا هذه السنة.

وأبرز احضيه، في تصريح لـSNRTnews، أن الجفاف أثر بشكل كبير على الإنتاج ولم تتمكن المجموعة من توفير مخزون لشهر رمضان، بحيث تم بيع كل ما أُنتج في حينه

وعبر المتحدث ذاته عن أمل المنتجين بالمنطقة في تعويض خسائر هذه السنة العام المقبل، مشيرا إلى أن الإنتاج سيكون وفيرا نظرا للتساقطات المطرية الأخيرة.

استيراد 69,5 ألف طن من التمور

من جهته، يرى عبد القادر بوزيان، رئيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي تمور واد بوعنان، ببوعنان التابعة لإقليم فجيج (جهة الشرق)، أن الجفاف لم يكن عائقا أمام إنتاج كميات لا بأس بها من التمور بالمنطقة، مؤكدا أن العرض جيد لشهر رمضان خصوصا تمور المجهول وبوفكوس والخلط الذي يشمل ما بين 6 إلى 7 أصناف.

وفي ما يتعلق بالأسعار، أبرز بوزيان، في تصريح لمصدر مطلع، أن ثمن الخلط يتراوح ما بين 15 إلى 30 درهما، فيما يتراوح ثمن بوفكوس ما بين 50 إلى 70 درهما للكيلوغرام الواحد.

وأكد تسجيل إقبال هام من طرف المستهلك المغربي أياما قبل شهر رمضان على اقتناء تمور المنطقة، بحيث “اكتسبت ثقة المستهلك رغم اكتساح باقي التمور العربية للسوق المغربية”.

وتفيد معطيات مكتب الصرف بأن المملكة استوردت، خلال سنة 2022، 69,5 ألف طن من التمور بمبلغ يقدر بـ1,85 مليار درهم، مقابل 70,7 ألف طن تم استيرادها في سنة 2021، بـ1,57 مليار درهم.

ويطالب المنتجون بالتقليل من استيراد التمور، خاصة الجزائرية والتونسية، مبرزين أن “التمور المصرية رخيصة الثمن أصبحت، كذلك، تنافس التمور المغربية، ما يعود بالضرر على فلاح الواحة”.

ارتفاع الأسعار

بدوره، يؤكد طه مولاي علي، رئيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي تمور ازغار، بواحة تاكونيت كتاوة التابعة لإقليم زاكورة، أن إنتاج التمور لهذه السنة تراجع بحوالي 70 في المائة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن العرض من التمور يستجيب للطلب المتزايد عليه خلال شهر رمضان.

وأشار مولاي علي، في تصريح لـSNRTnews، إلى ارتفاع الأسعار في ظل قلة الإنتاج والالتزام بمعيار الجودة، بحيث يتراوح سعر بوفكوس من النوع الجيد بين 60 و80 درهما، فيما يتراوح سعر تمر “الجيهل” المعروف بالمنطقة ما بين 25 إلى 35 درهما، لافتا إلى أن هذه التمور تتميز بجودتها العالية.

وسبق لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه الغابات، محمد صديقي، التأكيد على أن المجهودات المتخذة ساهمت في رفع إنتاج التمور إلى ما بين 145 ألف و150 ألف طن، مشيرا، في المقابل، إلى أن الجفاف أثر على مستوى الإنتاج هذه السنة، بحيث تراوح ما بين 115 إلى 120 ألف طن على الصعيد الوطني.

وتراهن المملكة على إنتاج 300 ألف طن من التمور مع حلول سنة 2030، ما سيمكنها من تصدير 70 ألف طن في أفق السنة ذاتها.

وبلغت صادرات المملكة من التمور خلال سنة 2020 ما مجموعه 3600 طن، مقابل إنتاج 149 ألف طن في 2020-2021.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى