أمهات مغربيات يتقطعن عن بناتهن المحتجزات بمخيمات “الهول”

تعيش عائلات المغاربة المحتجزين في مخيمات “الهول” شمال سوريا والذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية حالة من الرعب، عقب تسرب أخبار تفيد بمحاولة قتل عدد من المحتجزات في المخيم، من بينهن مغربيات وأطفالهن.

وكشفت مصادر من داخل تنسيقية عائلات المغاربة المحتجزين بسوريا والعراق، ل”اليوم 24″، أن نساء “داعش” المحتجزات أيضا ينتقمن من كل من يخالف أوامرهن، أو من يلاحظن عليه التراجع عن ولاءه لهن.

وتسربت أخبار في صفوف المحتجزات في المخيم، واللواتي ينتمين إلى جنسيات مختلفة، أن “قاضي داعشي” أصدر فتوى بقتلهن؛ وتجهل هوية هذا الشخص، غير المتواجد داخل المخيم. كما أن هذه “الفتوى” قد تكون من طرف نساء “داعش” اللواتي يقتلن بهدف الإنتقام لإعطاء صبغة شرعية على فعلتهن.

وأشار المصدر إلى أن التهم المنسوبة في حق الضحايا تتعلق ب”قيامهن بمراجعات فكرية، ومناشدتهن العودة إلى أوطانهن، بالإضافة إلى التجسس لصالح الأكراد”.

ووردت أسماء محتجزات مغربيات ضمن لائحة الأشخاص الذي سينفذ في حقهن حكم الإعدام، وتترواح أعمارهن تترواح ما بين 14 و18 سنة وتعرضت بالفعل طفلتين مصريتين يبلغان من العمر 9 و16 سنة للذبح داخل مرحاض بالمخيم بينما شقيقهما مفقود، خلال الأيام الجارية.

وعلى إثر ذلك، تنتقل المغربيات وأطفالهن من خيمة إلى أخرى داخل المخيم خوفا من أن تتسلل إحدى “الداعشيات” لتنفيذ حكم الإعدام.

وأشار مصدر من التنسيقية، أن التحالف الدولي رفع يده عن مخيم الهول، وأصبحت الكلمة هناك للأقوى؛ والداعشيات هن اللواتي أصبحن يسيطرن على المخيم وينفذن أحكاما في حق كل من خالف شريعتهن. كما، تناشد تنسيقية عائلات المغاربة المحتجزين بسوريا والعراق السلطات المغربية التدخل لإنقاذهن.

ويوجد في مخيم الهول وروج في شمال سوريا الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديموقراطية، العشرات من المغربيات من زوجات مقاتلين سابقين في داعش يطالبن بالعودة إلى المغرب رفقة أطفالهن. وسبق للجنة برلمانية أن درست هذا الموضوع، وقررت السلطات استعادة بعد النساء لكن أغلبية النساء لازلن هناك محتجزات مع أطفالهن إلى جانب نساء من جنسيات عربية وأجنبية.

قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا ب”قسد”، التابعة للأكراد والتي تشكلت في أعقاب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها تقديم أسلحة لمجموعة محددة بهدف محاربة تنظيم “داعش”.

وكشف التقرير الخاص بمنجزات وزارة الداخلية برسم سنة 2022 معطيات رقمية حول أفراد عائلات المقاتلين المغاربة المحتجزين بالمخيمات بسوريا، وبلغة الأرقام فإن عدد المحتجزين بمخيمات سوريا والعراق ولدى الأكراد يبلغ 277 شخصا، من بينهم 65 رجلا و30 امرأة، إضافة إلى 182 طفلا و17 طفلا غير مرفقين بالوالدين.

وقام المغرب بمعالجة مجموعة من الطلبات التي تقدم بها مواطنون مغاربة عبر تمثيليات المملكة المغربية ببعض الدول الأوروبية للحصول على جواز سفر أو رخصة للدخول إلى المغرب، بعد تورطهم بهذه الدول في قضايا إجرامية أو لها علاقة بالإرهاب.

وأوضح تقرير وزارة الداخلية، السالف الذكر، أن عودة المقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وكذا الساحل تظل أحد أهم التحديات التي تواجهها بلادنا، مشيرا إلى أن هؤلاء المقاتلين يسعون إلى التسلل إلى بلدانهم الأصلية بغية تنفيذ عمليات إرهابية تساهم في استهداف الاستقرار وتعطيل الحركة الاقتصادية، وكذا إحداث خلايا نائمة تمكن من ضمان استمرار نشاط التنظيمات الإرهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى