بعد انتحار إمام مسجد بمراكش .. التوفيق يدخل على خط القضية

دخل أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، على خط الواقعة المؤلمة لانتحار إمام مسجد بجهة مراكش آسفي، ولكن بأسلوبٍ جديد يبرز الدور الاجتماعي والاهتمام بالقضايا النفسية في هذا السياق.

في مذكرته الجديدة والمميزة، أعرب وزير الأوقاف عن أسفه للحادثة وأكد على أهمية التصدي لها بكل الإمكانيات المتاحة. وفي تحولٍ إنساني وحكيم، شدد على ضرورة فهم الجوانب النفسية والاجتماعية التي قد تدفع الأفراد لمحاولات الانتحار.

أكد الوزير أنّ الأعراض النفسية مثل تباطؤ النشاط والشعور بالتعب والقلق والحزن الشديد، قد تكون علامات لنوبات الاكتئاب التي يمكن علاجها إذا تم التعرف عليها في مراحلها المبكرة. وهنا يبرز دور الوعي والتوعية في المجتمع حول هذه الأمور.

وللتعامل مع هذه القضية بشكل شامل وعلمي، وجّه وزير الأوقاف مناديب الشؤون الإسلامية إلى التواصل الدائم مع القيمين الدينيين، مؤكداً على أهمية تنظيم لقاءات تواصلية معهم بشكل مستمر. ولكن الأمر لم يقتصر على اللقاءات التأهيلية فقط، بل تم تحفيزهم للمشاركة في جلسات استماع مستمرة تحت إشراف أئمة مرشدين، بهدف بحث القضايا المختلفة التي تهمهم ومناقشتها ببرامج محددة مسبقًا.

كما أشار التوفيق إلى أنّه من المهم توفير التدريب المستمر للمؤذنين والقيمين الدينيين، لتمكينهم من التعامل بأسلوب لائق وفهم أفضل للجوانب النفسية والاجتماعية المختلفة. ولتعزيز هذا النهج الشامل، دعا إلى التعاون مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، والتي تعمل على توفير شراكات مع أطباء واستشاريين نفسيين، بهدف علاج الحالات التي تظهر عليها علامات الاضطراب النفسي وتقديم الدعم اللازم لهم.

وفي ختام مذكرته الملهمة، حث وزير الأوقاف مناديب الشؤون الإسلامية على استقبال القيمين الدينيين بمقر المندوبية في أي وقت يحتاجون إلى ذلك، وتقديم التوجيهات بأسلوب متفهم ومحترم. وهكذا، نرى كيف أدرجت هذه المذكرة النقاش حول القضايا النفسية في إطار الاهتمام الاجتماعي، وتحفّز الجهود لدمج المرافق الدينية مع رؤية أكثر شمولية وإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى