الأزرق ل”إعلام تيفي”: “فشل السياسات العمومية يستدعي تسريع النموذج التنموي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الخبير الاقتصادي بدر زاهر الأزرق أن الاحتجاجات الشبابية التي يشهدها المغرب تحمل بعدا اقتصاديا واضحا، رغم أن مظهرها العام يوحي بأنها ذات طابع اجتماعي مرتبط بخدمات التعليم والصحة.
وأوضح الأزرق أن جيل زد الذي خرج إلى الشارع هو الأكثر تضررا من البطالة، مشيرا إلى أن آلاف الشباب اليوم لا يعملون ولا يدرسون ولا يتلقون أي تدريب، ما يجعلهم في وضع هش يفاقم شعورهم بالإقصاء الاجتماعي.
وأضاف الخبير أن ما يجري اليوم ليس مفاجئا بل نتيجة تراكم مؤشرات كانت تنذر بالانفجار منذ سنوات، من بينها محاولات الهجرة غير النظامية الجماعية ومظاهر الشغب في الملاعب، وقال إن كلها كانت إشارات واضحة لم تحسن الحكومة قراءتها.
وأكد الأزرق أن فشل الحكومة في التقاط تلك الإشارات وتوظيفها لتجويد السياسات العمومية، إضافة إلى ضعف التدابير في امتصاص البطالة وتقوية القدرة الشرائية، ساهم في تفجر الوضع الاجتماعي الحالي.
وشدد بدر زاهر الأزرق على أن المشكل يكمن اليوم في النخب المشرفة وأنظمة الحوكمة، التي جعلت عددا من الأوراش الكبرى معطلة أو متأخرة، مشيرا إلى أن الحاجة باتت ملحة للإسراع في تطبيق النموذج التنموي الجديد.
وأوضح أن التشخيص الذي قدمته اللجنة الوطنية للنموذج التنموي كان دقيقا وواقعيا، إذ حدد بوضوح الاختلالات في القطاعات الأساسية ووضع آليات لتجاوزها، لكن التنفيذ ظل بطيئاً ومتعثراً.
وأكد الخبير الاقتصادي أن تسريع تنزيل الأوراش الكبرى، وعلى رأسها الحماية الاجتماعية، والانتقال الاقتصادي، وإصلاح منظومتي الصحة والتعليم، هو السبيل لتقييم مدى صلاحية النموذج التنموي الحالي، ومعرفة ما إذا كان يحتاج إلى مراجعة بعد مرور أربع سنوات على إطلاقه.
وكشف أن البلاد اليوم تحتاج إلى إجراءات عاجلة لتحسين الأوضاع المعيشية، إلى جانب حلول بنيوية تعالج جذور الإشكالات الاقتصادية، داعيا الأحزاب السياسية المقبلة على الانتخابات إلى تقديم برامج اقتصادية واقعية تضع التشغيل في صلب أولوياتها، والاستفادة من الفرص التي تتيحها الأوراش المفتوحة بمناسبة تنظيم كأس العالم لخلق مناصب شغل جديدة وتحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين.