الأصالة والمعاصرة يعيد ترتيب صفوفه ويجدد التزامه بالإصلاح

فاطمة الزهراء ايت ناصر
شهدت الدورة الثلاثين للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، المنعقدة يومه السبت بقصر المؤتمرات بسلا، نقاشًا سياسيًا كثيفًا ومداخلات متنوعة حملت رسائل سياسية وتنظيمية مهمة، في لحظة دقيقة يمر بها المشهد السياسي الوطني، اتسمت بتقييم مرحلي لأداء الحزب داخل الأغلبية الحكومية، وتجديد بعض الأسماء داخل المكتب السياسي، ومواقف قوية في قضايا محورية وطنية ودولية.
محمد المهدي بنسعيد:”الإنسان أولاً والمواقف لا تتغير حسب المواقع”
أكد محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، أن المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد تفرض على الفاعلين السياسيين مسؤولية عقلانية في التفاعل مع التحديات المطروحة، مشددًا على أن الإنسان يجب أن يظل محور السياسات العمومية، وأن كل سياسة لا تُؤَنسن القرارات تبقى قاصرة عن بلوغ المواطن.
وأوضح بنسعيد أن حزب الأصالة والمعاصرة لطالما تبنّى مواقف جريئة، مستحضرًا دعم الحزب لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وتقرير الخمسينية، وتغليبه للمصلحة الوطنية على الحسابات السياسية الضيقة، وهو ما جعله يبقى في المعارضة 12 سنة قبل الالتحاق بالحكومة.
وفي دفاعه عن حصيلة حزبه داخل الحكومة، اعتبر مشروع دعم السكن المباشر مثالًا حيًّا على التحول في منطق السياسات الاجتماعية، مبرزًا أنه عوض توجيه الدعم إلى المنعشين العقاريين، أصبح المواطن هو المستفيد المباشر، وهو ما يعكس فلسفة إنسانية في التدبير العمومي.
ولم يخف بنسعيد قلقه من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي، مرجعًا ذلك إلى تقلبات دولية وتراكمات سياسات حكومية سابقة، كما دافع عن أداء وزير العدل عبد اللطيف وهبي، منوهًا بدخول قانون العقوبات البديلة حيز التنفيذ، والذي من شأنه تقليص حالات العود وتوفير مقاربة إدماجية بديلة للعقاب التقليدي.
وأكد أن الإنصات للمواطنين، خصوصًا في لحظات الانتقاد، يعدّ تمرينًا ديمقراطيًا جوهريًا لتطوير البرامج، مبرزًا أن الإنسانية يجب أن تكون أساسًا في الولوج للعدالة، والحق في السكن الكريم، والتعليم الملائم، والتحول الرقمي، والانتقال الطاقي، وبناء الثقة بين الشباب والمؤسسات.
فاطمة الزهراء المنصوري:”تعزيز التنظيم بعودة المهاجري وبيطار”
من جهتها، أعلنت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية، عن إضافة النائب هشام المهاجري إلى المكتب السياسي، إلى جانب عادل بيطار، مع الإشارة إلى قرب الإعلان عن اسمين إضافيين خلال الدورة.

في نفس السياق، أكد أحمد التويزي، رئيس الفريق النيابي للحزب بمجلس النواب، أن عودة المهاجري تعتبر مكسبًا سياسيًا مهمًا، مشيدًا بما راكمه من تجربة وقدرة تواصلية.
واعتبر أن مثل هذه القرارات تعكس نضجًا سياسيًا داخل الحزب واستعدادًا لتقوية التنظيم لمواكبة المرحلة المقبلة.
وحظيت عودة المهاجري بتصفيق واسع من قبل أعضاء المجلس الوطني، في ما اعتُبر خطوة نحو رأب الصدع التنظيمي وإعادة توحيد الصفوف.
وكان المكتب السياسي قد جمّد عضويته سنة 2022 على خلفية مواقف اعتُبرت مخالفة لميثاق الأغلبية، إلا أن القيادة الجديدة عبّرت عن انفتاحها على تصحيح المسار التنظيمي دون التفريط في الانضباط.
نجوى كوكوس: “الدبلوماسية المغربية تحقق الانتصارات”
وفي ما يخص قضية الصحراء المغربية، أكدت نجوى كوكوس رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الدبلوماسية المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، تواصل تحقيق انتصارات متتالية عبر توسيع رقعة الاعتراف الدولي بمخطط الحكم الذاتي، معتبرة أن المواقف الدولية الأخيرة تؤكد عزلة الأطروحة الانفصالية.

وأشادت كوكوس بـ”المبادرة الأطلسية المغربية” التي تبرز الدور الريادي للمملكة في إفريقيا، وذكّرت بالتقدم الحاصل في المشاريع الكبرى مثل ميناء الداخلة الأطلسي وخط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب.
كما استنكرت كوكوس استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في قتل المدنيين الفلسطينيين، مشيدة بمواقف المملكة المغربية الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
وأكدت أن الحزب يرفض العدوان الإسرائيلي الذي لا يحترم القوانين الدولية، ويستهدف الأطفال والنساء والصحفيين والمراكز الصحية، داعية إلى تحرك دولي جاد لحماية الأبرياء ووضع حد لهذا الانتهاك الممنهج.





