الأمازيغية في قلب المعرض الدولي للكتاب..حضور ثقافي يعكس هوية المغرب العميقة

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

في قلب المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، يبرز رواق اللغة الأمازيغية كأحد الفضاءات الثقافية التي تجذب انتباه الزوار وتثير اهتمام الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي المغربي.

وسط زخم العناوين وتعدد دور النشر، يقدّم هذا الرواق نموذجًا حيًّا لما تزخر به الهوية المغربية من تنوع لغوي وثراء حضاري، حيث تحضر الأمازيغية بقوة، ليس فقط كلغة، بل كرافد أساسي يعكس عمق المغرب وتعدده الثقافي.

وأكدت فاظمة فرص، ممثلة رابطة الكتاب الأمازيغية، خلال تواجدها برواق الرابطة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أن الأدب الأمازيغي يشهد إقبالًا متزايدًا سنة بعد أخرى، خاصة في ظل محدودية الأروقة المخصصة لهذا اللون الأدبي.

وكشفت فرص ل”إعلام تيفي” أن الرابطة تعمل على إنتاج مؤلفات متنوعة في الأدب الأمازيغي تشمل الرواية، القصة، أدب الطفل، والنقد الأدبي، مضيفة أن الزوار يجدون في هذه المؤلفات تعبيرًا حيًا عن الثقافة والهوية الأمازيغية.

وأوضحت المتحدثة أن دخول الأمازيغية إلى المنظومة التعليمية المغربية ساهم بشكل مباشر في توسيع قاعدة قراء الكتب المكتوبة بتيفيناغ، خاصة في صفوف الأطفال الذين يدرسون اللغة في المدارس، وكذا الطلبة الجامعيين الذين يتابعون دراسات أمازيغية في مؤسسات مثل جامعة أكادير والدار البيضاء.

وأشارت إلى أن المعرض يشهد حضورًا لافتًا للمهتمين بالمؤلفات المكتوبة بحرف تيفيناغ، وكذلك باللاتينية، ما يعكس تنوع التلقي والانفتاح على أشكال مختلفة من التعبير الكتابي الأمازيغي.

واختتمت فرص حديثها بتأكيدها على أهمية دعم هذا التوجه الثقافي، سواء من خلال توسيع فضاءات العرض أو عبر تعزيز النشر بالأمازيغية، معتبرة أن الإقبال المتزايد يمثل مؤشرًا إيجابيًا على وعي القراء المغاربة بأهمية التعدد اللغوي والثقافي في البلاد.

وأكد محمد أوسوس، عضو بمكتب رابطة تيرا، أن وجود الرواق يشكل إضافة نوعية للمعرض، ويمنح الزوار فرصة لاكتشاف البعد الأصيل والعميق للهوية المغربية.

وأوضح ل”إعلام تيفي“أن الرواق لا يقتصر فقط على عرض الكتب، بل يمثل نافذة حقيقية على “المغرب العميق”، بما يحمله من لغات وثقافات وقيم عريقة. وأضاف: “بدون حضور الأمازيغية، ستكون صورة المغرب ناقصة ونمطية، تختزله في بعده العربي فقط، وهذا ما لا يعكس واقع التنوع الثقافي الذي نعيشه.”

وأشار المنسق إلى أن الإقبال على الكتاب الأمازيغي في هذه الدورة كان ملحوظًا ومكثفًا، خاصة من قبل الباحثين والطلبة والمهتمين بالشأن الثقافي الأمازيغي. واعتبر أن هذا الإقبال المتزايد سنة بعد أخرى يعكس وعيًا متناميًا بأهمية الإنتاج الأدبي بالأمازيغية.

كما عبّر عن تفاؤله بمستقبل الكتاب الأمازيغي، مشددًا على أهمية دعم هذا التوجه من خلال توفير فضاءات عرض أكبر، وتوسيع قاعدة النشر بالأمازيغية، سواء بحرف تيفيناغ أو اللاتينية، لتشجيع الإبداع في جميع الأجناس الأدبية.

وختم المنسق تصريحه بقوله: “الكتاب الأمازيغي حاضر بقوة، وهذا الحضور ليس فقط رمزًا ثقافيًا، بل هو مساهمة فعلية في ترسيخ التعدد والانفتاح في المغرب.”

وكشفت إحدى الزائرات لمعرض الكتاب والنشر بالرباط عن إعجابها الكبير برواق اللغة الأمازيغية، معتبرة إياه محطة مميزة تعكس غنى وتنوع الثقافة الأمازيغية في المغرب.

وقالت الزائرة ل”إعلام تيفي“، التي عبّرت عن اعتزازها بانتمائها الأمازيغي وفهمها للغة الأمازيغية، إن زيارتها للرواق كانت تجربة خاصة، حيث وجدت فيه كتبًا تعرف بالثقافة الأمازيغية في جوانبها المختلفة، من تاريخ وفنون وعادات.وأوضحت أن أكثر ما نال إعجابها هو كتاب يتناول الثقافة الأمازيغية بشكل مبسط وشامل، معتبرة أن مثل هذه الأعمال تساهم في التعريف الحقيقي بهذه الهوية العريقة، خصوصًا لدى الأجيال الصاعدة.

وأضافت أن وجود رواق خاص بالأمازيغية في معرض وطني بهذا الحجم يُعد خطوة إيجابية في سبيل الاعتراف بالتعدد اللغوي والثقافي في المغرب، داعية إلى تعزيز حضور الأمازيغية في الفضاءات الثقافية ودعم الكتاب والمبدعين في هذا المجال.

واختتمت الزائرة حديثها بتأكيدها على أهمية مثل هذه المبادرات في ترسيخ الشعور بالانتماء والافتخار بالهوية، قائلة: “الأمازيغية ليست فقط لغة، بل روح وهوية عميقة تستحق أن تُروى وتُقرأ.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى