الأميرة للا أسماء تُطلق من نيروبي مبادرة إنسانية تُعيد السمع والأمل لأطفال كينياً

حسين العياشي
أطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، والسيدة الأولى لجمهورية كينيا ورئيسة مؤسسة صوت الأطفال، راشيل روتو، المرحلة الرابعة من البرنامج الإنساني المغربي الكيني «متحدون.. نسمع بعضنا أفضل»، وذلك يوم الأربعاء 11 نونبر الجاري، بمستشفى كينياتا الوطني بالعاصمة الكينية.
تندرج هذه المبادرة النبيلة في إطار الرؤية الملكية المتبصّرة للتعاون جنوب–جنوب، التي يحرص الملك محمد السادس على ترسيخها كنهج دائم للتضامن الإفريقي. ويهدف هذا البرنامج إلى تمكين نحو سبعين طفلاً كينياً يعانون من الصمم العميق من استعادة نعمة السمع عبر عمليات زرع قوقعة سمعية، لتُفتح أمامهم آفاق جديدة في التعلم والتواصل والاندماج في المجتمع.
ولدى وصولها إلى المستشفى، استقبلت السيدة الأولى الكينية الأميرة للا أسماء بحفاوة بالغة، قبل أن تنضم إليهما شخصيات كينية بارزة ومسؤولون بالمستشفى وبمؤسسة صوت الأطفال. كما ضمت البعثة المغربية كلاً من ناعمة بن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وعبد الرزاق لعلسل، سفير المغرب لدى كينيا وجنوب السودان، ومحمد مثقال، المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، إلى جانب كريم السكاكلي وعبد العزيز الراجي، الرئيس المنتدب والمدير الطبي لمؤسسة للا أسماء.
وفي لحظة رمزية مؤثرة، قامت الأميرة للا أسماء والسيدة راشيل روتو بغرس شجرة في ساحة المستشفى، تجسيداً لقيم الحياة والسلام والاستمرارية، ورسالةً رمزية للعلاقة الراسخة بين المغرب وكينيا، وإرادتهما المشتركة لبناء مستقبل إنساني متضامن وشامل. كما أزاحت الشخصيتان الستار عن لوحة تذكارية قبل أن تزورا جناح الأنف والأذن والحنجرة للاطلاع على حالة الأطفال المستفيدين من الزرع القوقعي، ومتابعة تطور حالات من سبق أن أُجريت لهم العمليات.
البرنامج، الذي يجسّد التعاون العملي بين الأطباء المغاربة والكينيين، مكّن في غضون أربعة أيام فقط من إجراء سبعين عملية زرع قوقعة سمعية مجاناً، بفضل مشاركة ثمانية جراحين مغاربة عملوا إلى جانب نظرائهم الكينيين في نقل الخبرات وتعزيز القدرات الطبية المحلية. كل عملية كانت بمثابة عبور من عالم الصمت إلى فضاء النور، ومن العزلة إلى التواصل، ومن المعاناة إلى الرجاء.
واختُتمت الزيارة بتوقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء ومؤسسة صوت الأطفال، إيذاناً بمرحلة جديدة من التعاون الإنساني والطبي بين البلدين. وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد كريم السكاكلي أن مؤسسة للا أسماء، بفضل توجيهات الملك محمد السادس، تواصل رسالتها النبيلة في رعاية الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، مذكّراً بأن أكثر من 850 أسرة مغربية استفادت من برنامج «نَسمع»، الذي مكّن أطفالاً كُثر من سماع العالم لأول مرة في حياتهم.
أما السيدة الأولى الكينية فقد عبّرت عن امتنانها العميق لهذه المبادرة الإنسانية، قائلة إن زرع القوقعة لا يعيد السمع فحسب، بل يعيد كذلك الكرامة والأمل إلى قلوب الأطفال وأسرهم. وبدوره، أشاد وزير الصحة الكيني بهذا التعاون المثمر الذي يسهم في تحسين الرعاية الطبية للأطفال المصابين بفقدان السمع، مؤكداً أنه يعكس روح التضامن الصادق التي تجمع المغرب وكينيا.
وانتهت هذه اللحظة الإنسانية الرفيعة بصورة تذكارية جمعت المسؤولين المغاربة والكينيين، والجراحين، وأفراد الطواقم الطبية، في مشهد يختزل معنى الأخوة الإفريقية والتعاون النبيل في خدمة الطفولة والأمل.





