الأمير مولاي الحسن.. ظهور مفاجئ في شاطئ سبتة يلفت الأنظار ويثير الدهشة

حسين العياشي
في مشهد غير مألوف بالنسبة لرواد شاطئ “الشوريو” بمدينة سبتة، حط الأمير مولاي الحسن، ولي عهد المملكة المغربية، رحاله بعد ظهر الثلاثاء 19 غشت، قادماً على متن يخته الفاخر، ومحاطاً بموكب أمني بحري لافت للأنظار. مشهدٌ حبس أنفاس المصطافين الذين لم يصدقوا أعينهم وهم يرون ولي العهد وسط البحر يقترب من الشاطئ، بينما حلقة محكمة من الدراجات المائية التابعة لحرسه الخاص تشكل طوقاً واقياً حوله.
الزوار والسكان المحليون سارعوا إلى التقاط هواتفهم لتوثيق الحدث، ليتحول حضور الأمير إلى “فرجة غير متوقعة” على رمال سبتة، وتغمر منصات التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع توثق تفاصيل تلك اللحظة.
هذه الزيارة لم تكن عفوية بالكامل، إذ حرص الأمير، وفق ما نقلته صحيفة “Informalia” الإسبانية، على إبلاغ والده الملك محمد السادس والسلطات الإسبانية، بما فيها الحرس المدني، بنيته التوقف في سبتة، تفادياً لأي سوء فهم دبلوماسي شبيه بما وقع سنة 2014 حين أوقفت دورية للحرس المدني الإسباني يختاً ملكياً قرب “بونتا ألمينا”، وهو ما تسبب حينها في توتر سياسي بين البلدين.
الحضور الملكي في مياه سبتة ليس جديداً، فالملك محمد السادس نفسه دأب على التوقف في هذه المنطقة خلال جولاته البحرية، وسط موكب أمني مشابه يضم دراجات مائية تحيط بيخته. واليوم، يبدو أن ولي العهد يسير على نفس خطى والده.
الأمير مولاي الحسن، البالغ من العمر 23 عاماً، لا يستأثر بالاهتمام داخل المغرب فقط، بل يتابعه الإعلام الدولي عن كثب منذ بدأ الظهور إلى جانب والده في مناسبات رسمية، خصوصاً بعد رفضه العلني لطقس تقبيل اليد من طرف كبار المسؤولين، وهي لقطة انتشرت على نطاق واسع واعتبرها البعض مؤشراً على جيل ملكي جديد أكثر قرباً من الناس.
إلى جانب أدواره البروتوكولية، يواصل ولي العهد دراسته في تخصص العلوم الاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بنجرير، في مسار أكاديمي يراد له أن يواكب مهامه المستقبلية. بعيداً عن السياسة، يظهر الأمير كشابٍ مولع بالرياضة، من كرة القدم والسلة إلى الفروسية والطيران، وهو شغف يفسر ربما باقتنائه لطائرة خاصة متطورة تقدر قيمتها بـ60 مليون يورو.
بين الحاضر والمستقبل، يظل مولاي الحسن شخصية محط أنظار، سواء حين يقف جنباً إلى جنب مع والده في المحافل الرسمية، أو حين يفاجئ المصطافين في شاطئ بسبتة بموكب أمني يليق بوريث عرش المملكة المغربية.