الاستعداد النفسي للتلاميذ.. مهمة مشتركة لضمان نجاح العودة إلى المدرسة

خديجة بنيس : صحافية متدربة
مع بداية العام الدراسي الجديد، يشهد العديد من التلاميذ مرحلة انتقالية يكون لها دور محوري في نجاحهم ا في هذا السياق تبرز أهمية الاستعداد النفسي كعامل حاسم في تهيئة التلاميذ بشكل فعال لهذا التحول.
في هذا الصد أكد بوشعيب الباز متخصص في التحليل النفسي والاضطرابات النفسية، أن عملية الاستعداد النفسي مرحلة مهمة لتهيئة التلاميذ لدخول دراسي ناجح، تبدأ من داخل البيت، حيث تلعب الأسرة دوراً مركزياً في تحضير التلاميذ نفسياً للعودة إلى المدرسة.
خلال العطلة، يعتاد الأطفال على روتين مختلف يشمل مزيداً من اللعب والاسترخاء، مما قد يؤدي إلى صعوبة في التكيف مع النظام المدرسي الجديد. لذا، من الضروري أن تبدأ الأسرة بتعديل الروتين تدريجياً، وإعادة تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ وفقاً للجدول المدرسي.
وتعد المحادثات اليومية حول العودة إلى المدرسة وسيلة فعالة لتهيئة التلميذ نفسياً، ينبغي للأهل أن يتحدثوا مع أطفالهم عن بداية العام الدراسي الجديد بطريقة إيجابية، مما يساعد في تعزيز شعورهم بالثقة والحماس. استخدام عبارات تشجيعية مثل “الاستعداد للمدرسة” و”ماذا سنفعل في المدرسة” يمكن أن يسهم في تقليل القلق وزيادة الاستعداد الذهني، وفق المتحدث
وأضاف المتخصص في التحليل النفسي أن دور الاستعداد النفسي لا يقتصر على الأسرة فحسب، بل يمتد ليشمل وسائل الإعلام التي تلعب أيضاً دوراً مهماً في هذا السياق.
من خلال البرامج التي تناقش العودة إلى المدرسة، تقدم وسائل الإعلام معلومات ومشورات قد تكون مفيدة للتلاميذ وأولياء الأمور على حد سواء يمكن أن تسهم هذه البرامج في خلق بيئة إيجابية وتعزيز الاستعداد النفسي للتلاميذ.
عند العودة إلى المدرسة، تحتاج المؤسسات التعليمية إلى تقديم بيئة استقبالية تساعد التلاميذ على التكيف مع الروتين الدراسي الجديد. يتضمن ذلك تنظيم ورشات عمل وجلسات تمهيدية، والتي تهدف إلى تخفيف التوتر وتعزيز الثقة بالنفس لدى التلاميذ. كذلك، توفير دعم نفسي متواصل خلال الأسابيع الأولى من العام الدراسي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على القدرة الأكاديمية للتلاميذ.
وبالتالي فإن الاستعداد النفسي للتلاميذ خطوة أساسية لضمان نجاحهم في العودة إلى المدرسة. من خلال التعاون بين الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، يمكن تهيئة التلاميذ بشكل فعال لمواجهة التحديات الأكاديمية الجديدة.
إن التهيئة النفسية الجيدة لا تساعد فقط في تحسين الأداء الأكاديمي، بل تسهم أيضاً في تعزيز الرفاهية العامة للتلاميذ، مما يجعل عملية العودة إلى المدرسة تجربة إيجابية وبناءة.