الالتزام بأخلاقيات الصحافة يعزز جهود محاربة السيدا

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

تعتبر وسائل الإعلام والاتصال عناصر حيوية في مكافحة داء فقدان المناعة البشري المكتسب (السيدا)، إذ تلعب دورًا رئيسيًا في تثقيف المجتمع وتوعية المواطنين حول الوقاية والعلاج. مع ذلك، يجب على الصحفيين والإعلاميين الحرص على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، وتفادي نشر معلومات خاطئة قد تعزز الوصم وتعمق الجهل بالمرض.

كما ينبغي احترام أخلاقيات المهنة والتأكد من معالجة المواضيع بطريقة تحترم كرامة الأشخاص المتعايشين مع الفيروس وتساهم في تعزيز الوعي الاجتماعي وتغيير السلوكيات المرتبطة بالمرض.

وفي إطار المجهودات الوطنية لمكافحة السيدا وتعزيز حقوق الإنسان، تأتي الندوة الوطنية اليوم  حول التغطية الإعلامية لداء فقدان المناعة البشري المكتسب كفرصة هامة لتعزيز قدرات الصحفيين في هذا المجال.

تهدف الندوة إلى تحسين جودة التغطية الإعلامية وتدقيق المعلومات المتداولة، بالإضافة إلى إطلاق مسابقة وطنية تتوج بأفضل عمل صحفي حول “السيدا وحقوق الإنسان”، مما يعزز التزام الإعلاميين بالمساهمة الفعالة في الحد من انتشار الوباء وتحقيق الأهداف الوطنية في هذا الصدد بحلول عام 2030.

في هذا الصدد، أكد رئيس جمعية محاربة السيدا، مهدي القرقوري، أن التغطية الإعلامية لداء السيدا تلعب دورًا محوريًا في تعزيز جهود مكافحة المرض. وأوضح أن الإعلام يمكن أن يسهم بشكل فعال في تثمين هذه الجهود من خلال نشر معلومات صحيحة ودقيقة دون تهويل أو نشر الرعب، مما يعزز الوعي ويساعد في تشجيع المجتمع على الخضوع للكشف والعلاج.

وأضاف أن الشخص المصاب بالفيروس يمكنه الآن التعايش معه بشكل طبيعي إذا التزم بالعلاج بانتظام، مما يمنع انتقال العدوى ويساهم في محاربة انتشار الوباء. وأشار إلى أن الدقة والصدق في نقل المعلومات عن السيدا يعدان عنصرين أساسيين في مكافحة المرض والحد من انتشاره.

من جهته، أكد عبد الكبير خشيشن، رئيس نقابة الصحافة المغربية، أن المغرب حقق تقدمًا ملحوظًا في تغيير النظرة المجتمعية تجاه فيروس السيدا. وأشار إلى أهمية دقة نقل الأخبار المتعلقة بهذا الموضوع، حيث يجب على الإعلام أن يساهم في تقديم الأمان للمجتمع من خلال نشر المعلومات الصحيحة وعدم التلاعب بالمعطيات أو طريقة معالجتها. وأضاف أن المواكبة الإعلامية لجمعية محاربة السيدا قد أثمرت بالفعل، حيث أصبح المجتمع الآن أقل خوفًا من المرض وأكثر تقبلًا للعلاج.

وأشار خشيشن إلى أنه يتعين على الإعلام الآن أن يواكب تطورات جديدة باستخدام التقنيات الحديثة، وتعزيز المقاربة الإعلامية الدقيقة حول السيدا. وهذا يشمل التركيز على حقوق الإنسان وضمان كرامة المصابين وحاملي الفيروس. وأكد على ضرورة تخصيص الصحافيين ورشات تدريبية متخصصة في مجال الصحة لزيادة كفاءتهم وقدرتهم على معالجة القضايا الصحية بطرق علمية ودقيقة، مما يعزز من جودة التغطية الإعلامية ويساهم في تحقيق أهداف الوقاية والعلاج بفعالية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى