“البيجيدي” يسجل فشل الحكومة في إيواء ضحايا زلزال الحوز

إيمان أوكريش
بالرغم من مرور أزيد من سنة ونصف على الزلزال الذي ضرب الحوز بتاريخ 8 سبتمبر 2023، إلا أن الساكنة ما زالت تقبع في الخيام، في مواجهة ظروف صعبة، خاصة في ظل الأحوال الجوية الحالية التي تعرفها المملكة، سيما الأمطار القوية وتساقط الثلوج على المرتفعات.
وللتصدي للآثار المترتبة عن هذه الكارثة الطبيعية، جرى الإعلان عن مشاريع عدة لإعادة الإعمار والتأهيل وإيواء الساكنة، إلا أنه لحدود الساعة ما زالت أصوات ضحايا الزلزال تتعالى جراء ما يعيشونه من معاناة، زاد البرد القارس والأمطار من حدتها. ويبقى السؤال هو من المسؤول عن استمرار هذه المعاناة عقب فوات سنة ونصف على حدوث هذه الأزمة؟
الحكومة تفشل
وفي هذا الصدد، خرجت أحزاب سياسية لإبداء تأسفها إزاء الوضع بالحوز، وكان آخرها “العدالة والتنمية”، الذي دعت أمانته العامة في اجتماعها الأخير إلى إعادة إيواء الساكنة المتضررة من زلزال الحوز وتنزيل برنامج إعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة.
وأبدت تأسفها من التأخير الذي يعرفه هذا البرنامج، خاصة في ما يتعلق بإيواء الساكنة وبناء المساكن وتأهيل البنية التحتية، محملة الحكومة “كامل المسؤولية في هذا التأخير غير المقبول”.
وسجل “المصباح” “فشل الحكومة الذريع في القيام بواجبها في إيواء الساكنة المتضررة، بالرغم من مرور أزيد من سنة ونصف”، إلى جانب توفر الاعتمادات المالية المرصودة من ميزانية الدولة، والحساب الخاص للتضامن المخصص لتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال، فضلا عن برنامج بميزانية توقعية تقدر بحوالي 120 مليار درهم على مدار خمس سنوات لإعادة الإعمار والتأهيل، كما ورد في بيان الديوان الملكي بتاريخ 20 شتنبر 2023.
عمالة الحوز: “تقدم في عملية الإعمار”
من جانب آخر كشفت عمالة إقليم الحوز عن مستجدات إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر 2023، مشيرة إلى أن الأشغال بلغت مرحلة متقدمة، حيث تم الانتهاء من بناء أكثر من 15,100 منزل، مما يمثل 60% من إجمالي المشروع.
كما سجلت تراجع كبير في عدد الخيام التي كانت تأوي المتضررين، إذ انخفضت إلى 3,211 فقط، بعد أن كانت تتجاوز 35,500 في بداية الأزمة.
وأوضحت السلطات المحلية أن وتيرة إعادة الإعمار تسير بشكل إيجابي، ومن المتوقع أن تصل نسبة الإنجاز إلى 80% خلال الشهرين المقبلين.
وأكدت أن المشروع مر بعدة مراحل، حيث لم يكن بالإمكان الشروع في البناء مباشرة عقب الكارثة، نظرا للحاجة إلى القيام بأعمال الإنقاذ وإزالة الأنقاض وإجراء إحصاء دقيق للمنازل المتضررة والساكنة.
وفي هذا الإطار، تم هدم وإزالة أنقاض أكثر من 23,500 منزل تعرض للانهيار، وهي عملية استلزمت موارد ومعدات ضخمة، خاصة أن المنطقة جبلية وتتميز بتضاريس صعبة، مما زاد من تعقيد العمليات اللوجستية.
وشددت العمالة على أن عملية إعادة الإعمار تخضع لمراقبة صارمة، وفق معايير مضادة للزلازل تضمن سلامة المباني، مع الحرص على الحفاظ على الطابع المعماري والثقافي للمنطقة، إذ تم إسناد الأشغال إلى مكاتب دراسات ومهندسين معماريين لضمان تنفيذها بجودة عالية.
ورغم التقدم المسجل، لا تزال هناك بعض الأسر المتضررة التي لم تبدأ بعد عمليات البناء، حيث يمثل هؤلاء نحو 10% من المستفيدين، بفعل نزاعات عقارية بين الورثة أو تأخر أصحاب المنازل في مباشرة الأشغال رغم حصولهم على الدعم المالي.
وأفادت العمالة بأنها بدأت في توجيه إشعارات للمتأخرين، وقد يتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد من يرفض مباشرة البناء دون مبرر مقنع.





