التامك: التحول الرقمي ضرورة استراتيجية لتأهيل وتدبير المؤسسات السجنية

إعلام تيفي

أكد محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، خلال المؤتمر الدوري السابع لجمعيات إدارات السجون المنعقد صباح الإثنين 12 ماي، بمدينة تامسنا، أن التكنولوجيا أصبحت عنصرا محوريا في تحسين جودة الخدمات داخل المؤسسات السجنية، والرفع من فعاليتها وشفافيتها وتعزيز الحكامة في تدبيرها العام.

وأشار التامك إلى الأهمية البالغة التي يكتسيها موضوع الرقمنة، بالنظر إلى الأدوار المتزايدة التي باتت تضطلع بها الإدارة الإلكترونية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات التدبير.

واعتبر أن التحولات التكنولوجية المتسارعة تفرض على قطاع السجون مواكبتها والاستفادة منها لتطوير أدائه، خاصة في مواجهة الجرائم الحديثة، كالجريمة الإلكترونية والعابرة للحدود.

وأوضح أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أدمجت الرقمنة والإدارة الإلكترونية كجزء أساسي من مخططها الاستراتيجي، انسجاما مع التوجهات الوطنية، حيث طورت مجموعة من البرامج المعلوماتية لتدبير جوانب متعددة داخل المؤسسات السجنية والمصالح المركزية، من بينها تنفيذ العقوبات، وتدبير الموارد البشرية، وأموال المعتقلين، وعمليات الشراء، والشكايات، والزيارات العائلية، وترحيل النزلاء، والخدمات، والملفات الصحية.

وفي ما يخص المجال التربوي، كشف التامك أن المندوبية شرعت في استخدام التعليم عن بعد من خلال تجهيز استوديوهات متعددة الوظائف داخل المؤسسات السجنية، وتفعيل الفضاءات الجامعية بشراكة مع الجامعات المغربية، إضافة إلى إرساء المدرسة الرقمية بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. كما يستمر العمل بالنظام المعلوماتي للإدارة الاجتماعية لمواكبة برامج التكوين والتعليم الموجهة إلى النزلاء.

واعتبر المندوب العام أن اعتماد المحاكمة عن بعد من طرف وزارة العدل مثل إحدى أبرز آليات تعزيز النجاعة القضائية، لما توفره من سرعة في البت وتقليص لمخاطر تنقيل المعتقلين وتوفير في الموارد البشرية، وذلك بفضل توظيف التكنولوجيا والمعلوميات.

واغتنم التامك مناسبة المؤتمر للتأكيد على ضرورة تطوير أداء جمعية إدارات السجون الإفريقية، من خلال إحداث مقر وسكرتارية دائمة تعزز التنسيق وتنشط مجالات تدخل الجمعية.

كما دعا إلى مراجعة مساهمات الأعضاء المالية، والبحث عن تمويلات جديدة لدعم برامج الجمعية، وضمان تنفيذها بالشكل المطلوب.

وفي ختام كلمته، شدد التامك على أهمية إحداث لجان عمل دائمة ومشتركة بين الدول الإفريقية لتكثيف التعاون في مجال إدارة السجون وإعادة الإدماج، بما يشمل استعمال الذكاء الاصطناعي في تدبير المؤسسات وتأهيل المعتقلين، وتعزيز البعد البيئي في التسيير، إلى جانب إرساء هيكلة تنظيمية خاصة بمجال الاستعلامات السجنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى