التامني تحرج وزير الصحة: مستشفى الحسن الثاني على حافة الانهيار

حسين العياشي
لم تتردد النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، في دق ناقوس الخطر، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، وصفت الوضع بمستشفى الحسن الثاني بأكادير بأنه كارثي، مطالبة الوزارة بالكشف عن إجراءات عاجلة توقف نزيف التدهور الذي يهدد حياة المرضى ويمس كرامتهم داخل أكبر مؤسسة استشفائية بالجهة.
توقفت التامني في البداية على واقع الأرقام، مشيرة إلى نقص حاد في المستلزمات الطبية الأساسية، من محاليل وريدية وأنابيب تحاليل إلى المضادات الحيوية والقفازات، ناهيك عن غياب عربات لنقل المرضى بين الأقسام، وهو ما يدفع بعضهم إلى العبور عبر الشارع في مشهد لا يليق بكرامة الإنسان.
ولم تتوقف النائبة عند ذلك، بل سلطت الضوء على وضع المرافق داخل المستشفى، حيث تغيب المراحيض وقاعات الاستراحة والوجبات الغذائية للحراس الليليين، فيما تتجول القطط الضالة في الممرات والغرف وحتى فوق الأسرّة، في صورة تعكس حجم الفوضى والإهمال.
أما قسم العمليات، فقد اعتبرته النقطة الأكثر خطورة، إذ يشهد انقطاعات متكررة في مواد التخدير، ما أجبر الإدارة على إغلاق بعض القاعات والاكتفاء بالحالات الاستعجالية، بينما يُترك المرضى مجبرين على اقتناء المعدات الطبية من خارج المستشفى، في غياب أجهزة مراقبة ومستلزمات أساسية.
وفي سؤالها البرلماني، طالبت التامني الوزير بالكشف عن موعد توفير التجهيزات الطبية والموارد البشرية الكفيلة بضمان علاج كريم للمرضى، داعية إلى فتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتسببين في هذا الوضع الكارثي.
التحرك البرلماني للتامني جاء متزامناً مع وقفة احتجاجية أمام المستشفى، مساء الأحد، شارك فيها آلاف المواطنين وفعاليات مدنية، في رسالة واضحة بأن أزمة الصحة بأكادير لم تعد شأناً فردياً، بل قضية رأي عام تفرض على الوزارة التدخل العاجل.
بهذا الموقف، تضع التامني نفسها في واجهة المدافعين عن الحق في الصحة، لتؤكد أن معركة الكرامة داخل مستشفى الحسن الثاني بأكادير لم تعد تقبل مزيداً من التأجيل.





