التقدم والاشتراكية:  فيضانات الجنوب تبرز الحاجة الملحة لاستراتيجيات فعالة للتصدي لهذه الظواهر

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

في أعقاب الكارثة الطبيعية الأخيرة التي ألمت بعدد من الأقاليم، خاصة في الجنوب الشرقي، عبر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عن تقديره العميق للتدخلات الفورية للسلطات المحلية. و يأتي ذلك  في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة، حيث يعاني العديد من السكان من تداعيات الفيضانات التي تسببت في خسائر مادية فادحة وأثرت بشكل مباشر على حياة الناس، بما في ذلك الفلاحين الصغار.

في هذا السياق، يُبرز المكتب السياسي العلاقة بين الفيضانات الحالية وزلزال الحوز الذي وقع في وقت سابق. كلا الكارثتين تعكسان التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة في مواجهة الكوارث الطبيعية، وتسلطان الضوء على الحاجة الملحة إلى استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الأزمات.

الفيضانات التي اجتاحت الجنوب الشرقي تبرز الحاجة الماسة إلى برامج استعجالية لمساعدة المناطق المتضررة، وتسريع جهود إعادة البناء والتأهيل، ووضع استراتيجيات استباقية للتصدي لمثل هذه الظواهر الطبيعية.

وفي ضوء ذلك، دعا حزب التقدم والاشتراكية الحكومة إلى إيلاء مزيدٍ من العناية بالأسر والدواوير والجماعات المنكوبة جراء الفيضانات، وإلى بلورة برنامج استعجالي وفعَّال لمساعدة المناطق المتضررة وسكانها على تجاوز التداعيات السلبية والخسائر المادية. ويشمل ذلك تفعيل صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية، وهو أداة أساسية في تقديم الدعم والتعويضات.

من جهة أخرى، أكد الحزب على ضرورة تسريع إنجاز برنامج إعادة البناء والتأهيل للمناطق المتضررة من زلزال الحوز. التحديات التي ظهرت من هذه الكارثة تجعل من الضروري تجاوز التأخر المسجَّل في تنفيذ هذا البرنامج، وضمان تطبيقه وفق مبادئ الحكامة الجيدة واحترام الخصوصيات المحلية.

ويبرز المكتب السياسي أن تداعيات الكوارث الطبيعية، سواء الفيضانات أو الزلزال، تُبرهن على الحاجة الملحة إلى تعزيز اللامركزية وتطوير السياسات العمومية. من خلال مراجعة السياسات والبرامج المخصصة لتقليص التفاوتات المجالية، يمكن ضمان استفادة أكبر للمناطق الأقل تطوراً من ثمار التنمية، وتطوير بنيتها التحتية وتجهيزاتها الأساسية بشكل أكثر فاعلية.

استناداً إلى التحذيرات العلمية من تصاعد الظواهر القصوى نتيجة للتغيرات المناخية، أكد الحزب على أهمية تحسين سياسة تدبير المخاطر الطبيعية في البلاد. التقدم الذي تحقق في مجال رصد واستباق الكوارث الطبيعية يجب أن يُعزز، مع التركيز على تطوير آليات التعامل مع آثار الكوارث بشكل فعّال، لتقليل الخسائر المحتملة.

كما دعا الحزب إلى تبني استراتيجية تنموية شاملة تشمل جميع المناطق القروية والجبلية، مع التركيز على الديمقراطية التشاركية والشفافية والمقاربة الجماعاتية. من الضروري أيضاً اعتماد البحث العلمي والمصاحبة التقنية والقانونية في التخطيط والتنفيذ، واستعادة الدور الفعّال لسياسة إعداد التراب الوطني لضمان تحقيق التنمية المستدامة وتجاوز مظاهر الهشاشة والفقر.

في الختام، يُبرز المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية التحديات الكبيرة التي تواجه المملكة في مجال التعامل مع الكوارث الطبيعية وإعادة الإعمار. ويؤكد على أهمية تكثيف الجهود الحكومية والمجتمعية لتحقيق استجابة فعالة ومستدامة لمواجهة هذه الأزمات، وبناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً لجميع المناطق.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى