التهراوي يوضح خلفيات عبارة “طلع للرباط واحتج”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أثار وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، موجة من الجدل بعد تداول مقطع مصور له وهو يخاطب أحد مسؤولي مستشفى محمد الخامس الإقليمي بمكناس بعبارة “طلع للرباط واحتج”، خلال زيارة ميدانية أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبرها عبارة متعالية لا تليق بمسؤول حكومي، ومن رأى فيها رد فعل غاضب على وضع صحي متردٍّ.
وفي محاولة لتوضيح موقفه، قال الوزير، خلال لقاء خاص مساء الاثنين، إن عبارته أُخرجت من سياقها وتمت إساءة فهمها، موضحا أن زيارته للمستشفى مكنته من الوقوف على اختلالات مقلقة، أبرزها غياب بعض الأدوية الأساسية وتعطل عدد من الأجهزة الطبية، وهو ما وصفه بالوضع غير المقبول إطلاقا، لا من طرف الوزير ولا من طرف أي مواطن.
وأضاف التهراوي أنه حين استفسر المسؤول الإقليمي عن أسباب هذا الوضع، تلقى منه جوابا مفاده أن عدة مراسلات ومذكرات إدارية تم توجيهها إلى الجهات الجهوية دون أن تلقى التجاوب المطلوب، وهو ما دفع الوزير إلى مخاطبته بتلك العبارة التي أثارت الجدل، في إشارة منه إلى ضرورة رفع الصوت والمطالبة بحلول على مستوى الوزارة المركزية بالرباط.
لكن الواقعة أعادت إلى الواجهة حالة الغليان في القطاع الصحي العمومي، خاصة بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أكادير مؤخرًا، والتي ندد خلالها المرضى والمواطنون بـالوضع الكارثي في المستشفيات، من نقص الأطر الطبية وشح الأدوية والمعدات الأساسية، إلى الانتظار الطويل وسوء الخدمات.
ويرى مراقبون أن ما كشفته هذه التحركات الشعبية يعكس عمق أزمة المنظومة الصحية بالمغرب، حيث تتكرر المشاهد نفسها في عدد من المدن دون حلول ملموسة، فيما تظل الزيارات الوزارية الميدانية مجرد ردود فعل ظرفية لا تعالج أصل الداء المتمثل في ضعف الحكامة وتدهور البنية التحتية الصحية.
وبينما يسعى الوزير إلى تبرير عبارته المثيرة، يعتقد كثيرون أن ما كشفته جولته في مكناس وما عبر عنه المحتجون في أكادير ليس سوى جزء من واقع صحي متأزم يحتاج إلى إصلاح عميق يضع المريض في صلب السياسات العمومية بدل الاكتفاء بالشعارات والردود الإعلامية.
ورغم توضيحات الوزير، اعتبر متابعون أن تصريحاته لم تُخفِ حالة الارتباك التي تعيشها المنظومة الصحية، حيث يعاني قطاع الصحة من اختلالات في التدبير المحلي وضعف التنسيق بين الإدارات الجهوية والمركزية. كما رأى آخرون أن ما وقع يعكس أزمة في أسلوب التواصل الرسمي، خاصة وأن الوزير بدا في الفيديو في موقف انفعالي أكثر من كونه إصلاحيا.