الجزائر تعيد سيناريو المسيرة السوداء مع الآلاف من الطوارق وتجبرهم على العودة لمالي

على غرار ما سبق وقامت به من طرد تعسفي لمغاربة وتهجير قسر لحوالي 75 ألف مغربي وتشريد أسر وحجز ممتلكات مغاربة سنة 1975، أقدمت السلطات الجزائرية بداية هذا الأسبوع، على طرد الآلاف من طوارق مالي خارج حدودها، وإجبارهم على العودة إلى داخل الحدود المالية، وفق ما كشفته إذاعة فرنسا الدولية “RFI“، مشيرة إلى أن هؤلاء الأفراد كانوا قد لجأوا إلى منطقة تنزاوتين في الجزائر هربا من المواجهات التي تشهدها مناطق شمال مالي.

وحسب المصدر ذاته،  فإن القوات الجزائرئية كانت “قد أصدرت لهم إنذارًا يوم الأحد إذا لم يغادروا، فسيتم إحراق ممتلكاتهم”، مشيرا إلى أن هؤلاء العائلات اللاجئة “اضطرت إلى عبور الوادي الفاصل بينها وبين الأراضي المالية بشكل عاجل يوم الاثنين سيرًا على الأقدام، في وسط الصحراء، مع النساء والأطفال، وهم يحملون الملابس والأغطية بصعوبة”.

وأضافت الإذاعة الفرنسية الدولية في تقرير نشرته على منصتها الإلكترونية، أن هذا السلطات الجزائرية استهدفت ترحيل فئة معينة من هؤلاء الماليين الذين لجأوا إلى الجزائر مؤخرا، وليس جميع الماليين من أصل الطوارق، مشيرة إلى أن السلطات الجزائرية كانت اشتبكت في منطقة قرب تنزاوتين مع أطراف يُشتبه في تورطهم في أنشطة التهريب.

وأشارت الـ”RFI” إلى أن “العلاقات بين مالي والجزائر في أدنى مستوياتها، حيث تتهم السلطات الانتقالية المالية الجزائر بدعم “الإرهابيين” الناشطين في مالي”، في حين “لم ترد السفارة الجزائرية في مالي على طلبات التعليق من RFI في وقت نشر هذا المقال”.

وظهرت ملامح الأزمة الشديدة بين الجزائر ومالي مؤخرا بشكل كبير، في ردهات الأمم المتحدة، بعد دخول ممثلي دبلوماسية البلدين في مواجهات كلامية على منبر الجمعية العامة بنيويورك، حيث كان قد ألقى وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، خطابا تضمن ردا على خطاب سابق لوزير الدولة والمتحدث بإسم الحكومة الانتقالية المالية العقيد عبد الله مايغا، الذي كان قد اتهم الجزائر بـ”دعم الإرهابيين” الذين يرفعون السلاح في وجه الدولة شمالي البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى