الجزائر..نظام منهك في مواجهة مغرب المبادرات الذكية

فاطمة الزهراء ايت ناصر

تعيش الجزائر تحت وطأة ارتباك داخلي حادّ، جعل من قرارات نظامها العسكري انعكاسًا لحالة نفسية مشوشة تبحث عن متنفس خارجي.

وفي الوقت الذي يتخبط فيه هذا النظام في عزلة متزايدة، يتحرك المغرب بثقة متصاعدة، مدعومًا بتراكمات دبلوماسية ذكية، كان أبرزها إعلان الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما دعمه لخيار الحكم الذاتي، مما أحدث شرخًا عميقًا داخل مؤسسة طالما دعمت الانفصال.

أما في أوروبا، فقد تلقت الجزائر صفعات متتالية، أبرزها اعتراف البرتغال، الدولة المؤسسة في الاتحاد الأوروبي، بالمبادرة المغربية كحل جدي وواقعي. هذا الاعتراف له دلالات عميقة، بالنظر إلى ما تمثله البرتغال من وزن تاريخي وشراكة اقتصادية ملموسة مع المغرب، خصوصًا في ظل التعاون الثلاثي المغربي-الإسباني-البرتغالي لتنظيم كأس العالم 2030.

وأمام هذا الزخم المغربي، حاولت الجزائر الالتفاف على عزلتها عبر ما يشبه حملة علاقات عامة في روما، حيث قادت بعثة سياسية واقتصادية موسعة للمنتدى الإيطالي الجزائري.

ورغم توقيع 40 اتفاقية، فإن هاجس النظام لم يكن التنمية ولا تبادل الخبرات، بل مجرد الحضور على الساحة الدولية، والتأكيد على أنه ما زال فاعلًا ولو على الهامش، مستعينًا بشبكة الغاز وأنابيب الطاقة لتعويض ما فقده دبلوماسيًا.

لكن الحقائق الدولية أكثر قسوة من طموحات الشعارات؛ فالاتحاد الأوروبي فتح ملف خرق الجزائر لاتفاق الشراكة، وبدأ إجراءات تحكيمية ضدها.

وهو ما يجعل النظام في موقف دفاعي دائم، يلجأ فيه إلى رموز تاريخية مصطنعة، وادعاءات حضارية لا سند لها، في محاولة بائسة للعودة إلى المشهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى