الحصبة… أزمة صحية تهدد أرواح الأطفال وتكشف ضعف التدابير الوقائية

إعلام تيفي
أكدت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، عبر بيان لها مؤخرا،أن البلاد عرفت انتشارا حادا للحصبة في عدد من المناطق المغربية، مما أدى إلى فقدان أرواح العديد من الأطفال الأبرياء.
وقد سجلت وزارة الصحة يناير 2024، وفق البيان نفسه، أرقامًا مفزعة تشير إلى إصابة أكثر من 25 ألف شخص ووفاة حوالي 120 نتيجة لهذا الفيروس، الذي عاد ليظهر بعد فترة طويلة من الاستقرار، حيث سبق لمنظمة الصحة العالمية أن حذرت سنة 2023 من احتمال عودة انتشار الحصبة في العديد من البلدان، بما فيها المغرب، بسبب قصور تغطية جرعات التطعيم.
ويشير الوضع إلى أن السلطات المغربية لم تتخذ تدابير استباقية لمواجهة هذا الوباء، خصوصًا في ما يتعلق بتفعيل عمل اللجنة المشتركة بين وزارة الصحة والقطاعات الأخرى المعنية. كما أن عدم وجود خطة وطنية فعالة لمكافحة الحصبة يزيد من تعقيد الأزمة، لا سيما في المناطق النائية والهشة صحيًا. وكان من الممكن تجنب العديد من الإصابات والوفيات عبر متابعة تلقيح الأطفال بشكل مستمر وتنظيم حملات توعية صحية.
وأشارت السبكة المغربية إلى أن الافتقار إلى خطة واضحة لمكافحة الحصبة انعكس في ضعف التنسيق بين الجهات المعنية، بالإضافة إلى تراجع الاهتمام بالرعاية الصحية الأولية التي كانت من أبرز الوسائل الوقائية. فبدلاً من التركيز على تعزيز هذه الشبكة الحيوية التي تمثل الخط الأول في مكافحة الأمراض المعدية، تم تحويل الاهتمام إلى البنية الاستشفائية، مما أدى إلى إضعاف قدرة النظام الصحي على التصدي للأوبئة.
وأكدت الدراسات أن سوء التغذية يعزز من مضاعفات الحصبة، حيث يعرض الأطفال المصابين إلى مخاطر أكبر قد تؤدي إلى العجز أو الوفاة. وفي هذا السياق، تتزايد خطورة الحصبة في المناطق التي تعاني من الفقر، حيث تفتقر العديد من الأسر إلى الإمكانيات اللازمة لتوفير الرعاية الصحية السليمة لأطفالهم. وبالرغم من ذلك، تبقى الرعاية الصحية الأولية، والتي تشمل التلقيح والتغذية السليمة، من أبرز العوامل التي يمكن أن تساهم في حماية الأطفال من الأمراض القاتلة مثل الحصبة.
وحسب البيان، إن إحياء الوعي المجتمعي حول أهمية التلقيح والتوعية بأهمية أخذ جرعتين من لقاح الحصبة يبقى أحد أبرز الوسائل المتاحة للحد من انتشار الفيروس. وقد أدت الأخبار المضللة حول التلقيح إلى زيادة نسبة الإصابات بنسبة 30% في العديد من الدول، بما في ذلك المغرب. لذا، فإن الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الإعلام هو تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الثقة في اللقاحات.
وتتمثل المسؤولية الوطنية، حسب الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، في تعبئة جميع الموارد المتاحة، سواء كانت بشرية أو مادية، من أجل التصدي لهذا الوباء. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها بعض الأطباء والممرضين في المراكز الصحية، إلا أن التنسيق بين جميع الأطراف المعنية يبقى ضرورياً لمواجهة هذه الأزمة.
كما أن التدخل العاجل من قبل الجهات الحكومية في إعلان حالة الطوارئ الصحية وبدء خطة استراتيجية لمكافحة الحصبة يمكن أن يسهم في إنقاذ الأرواح وحماية الأطفال في مختلف مناطق المغرب.





