الخراطي ل”إعلام تيفي”: إعادة النظر في السياسات المتبعة في قطاع تربية المواشي لضمان السيادة الغذائية
خديجة بنيس: صحافية متدربة
وصلت أسعار اللحوم الحمراء مستوى قياسيا غير مسبوق، مقارنة مع القدرة الشرائية للمواطن، ويعزي عز الدين الخراطي رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك أسباب هذا الارتفاع بالدرجة الأولى إلى موجة الجفاف التي تعيشها بلادنا، مشيرا أن القطيع غير كافي لتلبية الطلب، في ظل الارتفاع الديموقراطي الذي عرفه المغرب وتغير النمط المعيشي للمستهلك المغربي.
يضيف الخراطي في تصريحه لموقع “إعلام تيفي” أن قطاع المواشي لم ينل نصيبه من المخطط الأخضر، الأمر الذي جعل المغرب يستورد احتياجاته من اللحوم الحمراء.
وتابع المتحدث أن بالإضافة إلى الجفاف هناك عوامل أخرى يمكن أن نفسر من خلالها هذا الارتفاع، مشيرا إلى أن قطاع تربية المواشي هو نشاط فلاحي غير مربح؛ وبالتالي فإن مالك الضيعة يفضل أن يزاول نشاطا فلاحيا اخر مدرا للدخل، بدلا من تربية المواشي، وأضاف أن هذا القطاع في جميع دول العالم يكون مدعما من طرف الحكومة إلا بالمغرب بالرغم من ضعف مردوديته المالية، وبالرغم من كونه القطاع الفلاحي الوحيد الذي يضمن استقرار الساكنة القروية، وبالتالي يساهم في محاربة الهجرة القروية.
وفي هذا السياق اعتبر رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك أن الدعم الذي قدمته الحكومة لمربي الماشية لا يسمن ولا يغني من جوع، ودعا إلى إعادة النظر في قطاع تربية المواشي، عندها يمكن الحديث عن السيادة الغذائية فيما يتعلق باللحوم الحمراء.
وأكد المتحدث على أنه حان الوقت لوضع برنامج وطني لتربية المواشي، على أن يعطي أكله بعد خمس سنوات من الآن، مشددا على أن أسعار اللحوم الحمراء ستستمر في الارتفاع،
وقال الخراطي إنه يجب تأطير عيد الأضحى، باعتباره عملية تجارية تدر ما يقارب 25 مليار درهم، وبالتالي وجب تأطيرها بعيدا عن الفوضى التي تعيشها الآن.
وأبرز المتحدث بأن النقطة المهمة في تربية المواشي والأبقار هي التلقيح الاصطناعي، مشيرا إلى أن التلقيح الاصطناعي يعمل على ضمان الولادات، وبالتالي السيادة الغذائية، وشدد على أن القانون ينص على أن التلقيح يتم عبر ثلاث محاولات فقط وفي حالة لم يحص الحمل، فإنه يجب العودة إلى الطبيب البيطري لتفسير أسباب عدم وقوع الحمل، وإصلاح العطب الحاصل.