الدرس غير المستوعب من طرف الحكومة

 علي الغنبوري

بالرغم من الأحداث والصدامات التي واجهتها الحكومة فيما يتعلق بتنفيذ برامجها وإجراءاتها، لا تزال الحكومة لم تستوعب الدرس ولم تقتنع بأن أي إصلاح لا يمكن أن يتم بمعزل عن الفاعلين الرئيسيين فيه، فاعتماد المخططات والبرامج التي تُعد من قبل مكاتب الدراسات، وخاصة الدولية منها، دون إشراك حقيقي للفاعلين الأساسيين، لن يزيد الأمور إلا تعقيدًا.

الجلسات النقاشية المبرمجة بعد إعداد هذه المخططات لا يمكن اعتبارها تشاورًا حقيقيا، بل هي مجرد جلسات لإبلاغ الفاعلين بالقرارات التي اتخذت بالفعل، مما يعني أن هذه الجلسات تتحول إلى جلسات إذعان وإخبار ببدء التنفيذ فقط. وهذا يؤدي إلى تكرار نفس السيناريو: يتم تنزيل البرنامج، وتواجهه مقاومة، وتتصاعد الاحتجاجات ضده، وفي النهاية تتراجع الحكومة عن تنفيذه.

فقد اعتمد النموذج التنموي الذي اعطى انطلاقته صاحب الجلالة و الذي تستمد منه الحكومة كل برامجها وتوجهاتها على مقاربة تشاركية حقيقية، ففي مرحلة إعداد هذا النموذج عملت اللجنة المكلفة على توسيع مشاوراتها لتشمل مختلف مكونات الشعب المغربي، وحساسياته السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في كافة المناطق،

زر الذهاب إلى الأعلى