الرباط تؤهل سائقي “الطاكسي” ليكونوا سفراء المغرب في المواعيد العالمية

حسين العياشي

مع اقتراب المغرب من احتضان مواعيد رياضية كبرى، في مقدمتها كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم لكرة القدم، شرعت العاصمة الرباط في مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى تأهيل سائقي سيارات الأجرة، البالغ عددهم نحو 22 ألفاً، وتمكينهم من أدوات جديدة للتواصل مع الزوار الأجانب، وعلى رأسها إتقان اللغة الإنجليزية.

المبادرة، التي تشرف عليها ولاية الرباط بتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات، لا تقتصر على جانب تكويني بسيط، بل تحمل في طياتها رهانات استراتيجية مرتبطة بصورة المغرب في الخارج وجودة خدماته السياحية. محمد النويـني، نائب رئيس جمعية قافلة السلام لمهنيي النقل واللوجستيك والسلامة الطرقية، وعضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمهنيي وسيارات الأجرة التابعة للاتحاد المغربي للشغل، أكد في تصريح له أن الخطوة تمثل “منعطفاً حاسماً في مسار مهنة سائق الطاكسي”، مضيفاً: « نحن مطالبون اليوم بأن نرتقي بخدماتنا لتكون في مستوى صورة الوطن، وأن نواكب السائقين في تطوير مهاراتهم اللغوية. إنها استثمار استراتيجي في مستقبل المهنة ».

البرنامج يستهدف جميع حاملي رخص الثقة، سواء كانوا يزاولون مهنتهم بسيارات الأجرة من الصنف الأول أو الثاني. كما يشمل السائقين الحضريين وأولئك الذين يؤمنون الرحلات نحو نقاط حساسة مثل مطار سلا أو الملاعب الكبرى بالرباط، التي ستشهد توافد الآلاف من المشجعين والسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم.

أحد أبرز عناصر قوة هذه المبادرة هو طابعها المجاني، إذ لن يتحمل السائقون أي تكاليف، حيث تُنظم الدروس بمقر غرفة التجارة، ويشرف عليها أساتذة متخصصون، بشراكة مع عمالة الرباط. وهو ما يجعل التكوين متاحاً للجميع دون استثناء، ويفتح الباب أمام تحسين ملموس في مستوى الخدمات.

ويرى النويـني أن المبادرة تتجاوز حدود تعلم اللغة، فهي تمثل “خطوة هيكلية لتثمين مهنة سائق الطاكسي، وإعدادها لمتطلبات المستقبل”، مشدداً على أن الدينامية الحالية تندرج ضمن مشروع أوسع يهدف إلى تحديث المهنة وتعزيز صورتها.

بهذا التوجه، تؤكد السلطات المحلية وشركاؤها من المهنيين عزمهم جعل “الطاكسي المغربي” واجهة حضارية في استقبال الزوار وركيزة أساسية في منظومة التنقل خلال التظاهرات العالمية المقبلة، بما يعكس صورة بلد يسعى إلى الجمع بين الضيافة التقليدية وروح التحديث والانفتاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى