الرباط تحتفل بأشبال الأطلس وتتحد في فرحة الإنجاز العالمي

فاطمة الزهراء ايت ناصر
منذ الساعات الأولى من مساء الأربعاء، تحولت العاصمة المغربية إلى بحر من الأعلام الحمراء والنجوم الخضراء، وإلى مسرح مفتوح للفرح الوطني، بعد أن عاد أشبال الأطلس متوجين بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة، في إنجاز تاريخي سيظل خالدا في ذاكرة المغاربة.
من القصر الملكي إلى شارع محمد الخامس، تدفقت الحشود من كل الجهات، رجال ونساء، شيوخ وأطفال، طلاب وعمال، الكل يحمل الطبول، ويرددون الأهازيج الشعبية.
الحافلة المكشوفة التي حملت أبطال العالم الشباب كانت تمخر شوارع الرباط ببطء، كأنها تريد أن تمنح الجماهير وقتا أطول للاحتفاء بهم، المشهد كان يشبه لوحة وطنية نابضة بالحياة؛ وجوه لامعة بالفرح، هواتف تلتقط الصور، أطفال على أكتاف آبائهم، وشباب يرسمون العلم المغربي على وجوههم بفخرٍ.
الفرحة لم تكن عادية، بل كانت امتدادا لروح الانتصار التي عرفها المغرب في مونديال قطر 2022.
اليوم، أكمل الأشبال الحلم، وأعادوا للمغاربة الإحساس ذاته بالعزة والانتماء، بأن هذا الوطن، مهما اختلفت أجياله، يملك روحا واحدة لا تنطفئ.
لم يكن الاحتفال مجرد استقبال لمنتخب فتي، بل كان عناقا جماعيا بين وطن وأبنائه، فكل خطوة للحافلة كانت تقابلها أمواج بشرية تهتف باسم المغرب، حتى المقاهي والمحلات توقفت عن العمل، فتحولت الأرصفة إلى مدرجات مفتوحة تردد الأهازيج وتصفق للأبطال الصغار.
وفي لحظة رمزية مؤثرة، توقفت الحافلة أمام ساحة البريد بشارع محمد الخامس، حيث ارتفعت أصوات الجماهير في انسجام مرددة النشيد الوطني، هناك، شعر الجميع أن هذا الإنجاز لم يكن مجرد فوز رياضي، بل لحظة توحد وطني نادرة، جمعت المغاربة على اختلاف أعمارهم ومناطقهم حول حب واحد اسمه المغرب.