الزروالي: شبكة الأمناء العامين دعامة جديدة للعمل البرلماني بين دول الجنوب

إعلام تيفي

أكد الأسد الزروالي، الأمين العام لمجلس المستشارين، أن تأسيس شبكة الأمناء العامين لمنتدى الحوار جنوب-جنوب يشكل محطة مفصلية في مسار تعزيز العمل البرلماني المشترك بين دول الجنوب، وذلك خلال كلمته في الاجتماع التأسيسي المنعقد على هامش النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، الذي يحتضنه مجلس المستشارين تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.

وفي كلمة ترحيبية بالمشاركين، أعرب الزروالي عن اعتزازه باستضافة هذا الحدث المؤسس، مشددا على أهمية اللقاء كخطوة عملية لترجمة إرادة الدول الجنوبية في بناء فضاء برلماني موحد، قادر على مواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم، والتي تتأثر بها بلدان الجنوب بشكل خاص.

وأوضح الأمين العام أن هذا الاجتماع ينعقد في سياق دولي دقيق، يفرض على المؤسسات التشريعية تجاوز الأدوار التقليدية والانخراط في شراكات أكثر نجاعة، مشيرا إلى أن التعاون بين دول الجنوب يجب أن يتخطى الجوانب السياسية والاقتصادية ليشمل كذلك الجانب المؤسساتي والإداري، لما له من أثر مباشر على نجاعة الأداء البرلماني.

وأضاف الزروالي أن شبكة الأمناء العامين تمثل مبادرة شمولية وطموحة، تستهدف خلق إطار دائم للتنسيق بين القيادات الإدارية للمجالس التشريعية، مع ما يوفره هذا الإطار من فرص لتبادل التجارب، وتوحيد الممارسات الإدارية الفضلى، واستلهام الحلول المبتكرة في مواجهة التحديات المشتركة.

واعتبر المتحدث أن الفضاء الجنوبي، الذي يضم القارة الإفريقية، وأمريكا اللاتينية والكاريبي، وآسيا، والعالم العربي، يشكل مجالا غنيا بتنوعه الثقافي والبشري، ويزخر بإمكانات واعدة تؤهله لبناء قطب عالمي جديد أكثر عدلا وتوازنا، داعيا إلى استثمار هذه المؤهلات في خدمة التنمية المستدامة والسلم والاستقرار.

وفي هذا الصدد، شدد الزروالي على أن الأمناء العامين، بحكم موقعهم التنظيمي داخل المجالس التشريعية، يشكلون حلقة وصل حيوية بين القرار السياسي والإدارة البرلمانية، وهو ما يجعل من تنسيق جهودهم عنصرا أساسيا في تعزيز قدرات المؤسسات التشريعية.

وأكد أن هذه الشبكة لن تقتصر على اللقاءات التنسيقية فقط، بل ستنخرط في تنظيم ورشات تدريبية، ومهام دراسية، وبرامج لتكوين رأسمال بشري إداري كفء، يواكب التحولات التكنولوجية والمؤسساتية الحديثة التي تشهدها البرلمانات عبر العالم.

وأشار الزروالي إلى أن هذه المبادرة تستلهم نماذج ناجحة من تجارب اتحادات برلمانية إقليمية ودولية، مع الحرص على تكييفها مع خصوصيات السياق الجنوبي، وفي انسجام مع أهداف منتدى الحوار جنوب-جنوب، المنعقد هذه السنة تحت شعار: “الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب، رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة.”

وختم الزروالي كلمته بالتعبير عن الأمل في أن تمثل هذه الشبكة الناشئة آلية ديناميكية وفعالة تدعم مسار الإصلاحات المؤسساتية، وتعزز موقع دول الجنوب في النظام الدولي، مذكرا بأن النجاح في رفع رهانات التنمية والتحديث الإداري يستوجب إرساء تعاون مؤسساتي شامل، يكون للإدارة البرلمانية فيه دور مركزي ومحوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى