الزليج البلدي في مواجهة المكننة..صرخة برلمانية لحماية روح الصناعة التقليدية

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

تعد الصناعة التقليدية من أبرز الكنوز الحضارية التي تزخر بها المملكة المغربية، إذ تمثل ركيزة أساسية للهوية الوطنية وذاكرةً حيةً لمهارات الأجداد وإبداع المعلم المغربي عبر قرون.

ورغم أن التطور التقني والابتكار يفرضان نفسيهما في مختلف القطاعات، فإن الحفاظ على أصالة المنتوج التقليدي المغربي يظل رهاناً استراتيجياً لا يقلّ أهمية عن متطلبات العصر.

في هذا السياق، حذر النائب البرلماني علال العمروي، عن حزب الاستقلال، وعضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، خلال جلسة الأسئلة الشفوية ليوم الاثنين، من المخاطر المتزايدة التي باتت تهدد بعض أعرق الصناعات التقليدية، وعلى رأسها فن الزليج البلدي. وأوضح أن دخول المكننة إلى مجالات كانت حكراً على يد المعلّم، مثل نقش الجبس والخشب، أصبح اليوم يزحف بشكل مقلق نحو الزليج التقليدي، ما يفقد هذا الفن روحه وقيمته الفنية، ويحوّله من منتوج تراثي فريد إلى سلعة صناعية نمطية.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن مؤسسات عمومية باتت تعتمد في تزيين واجهاتها وفضاءاتها على نقوش ومجسمات تُنجز بالآلة بدل العمل اليدوي، وهو ما يهدد استمرارية الحرفيين المهرة، ويضعف انتقال المعرفة بين الأجيال، خصوصاً في غياب بدائل حقيقية تضمن التوازن بين الابتكار والحفاظ على الأصالة.

وفي السياق ذاته، عبّر النائب عن أسفه لاستمرار تأخر إخراج مدرسة الصناعة التقليدية بمدينة فاس إلى حيز الوجود.

ويؤكد مهتمون بالشأن الثقافي أن حماية الزليج البلدي وباقي الحرف التقليدية لا تعني رفض التطور، بل تستوجب وضع ضوابط واضحة لاستخدام المكننة، حتى لا تتحول من أداة مساعدة إلى بديل يمحو هوية المنتوج المغربي.

كما دعوا إلى تشجيع المنتوج اليدوي عبر الامتيازات الضريبية، ودعم الحرفيين، وإشراكهم في الصفقات العمومية، حفاظا على هذا الموروث الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من صورة المغرب في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى