السكوري يعلن الإصلاحات والواقع يكشف فجوة التنفيذ

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

في الوقت الذي تصف فيه الحكومة الاحتجاجات الأخيرة لشباب جيل زد بأنها فرصة لإعادة الحيوية إلى النقاش الديمقراطي، يبدو أن التصريحات الرسمية ما زالت تحلق في فضاء العموميات البراقة بعيدا عن الإجابات العملية والملموسة.

اعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما قاله وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، بخصوص معالجة الاختلالات وكشف الحقيقة يبقى في الغالب شعارا دون أن يوضح الآليات الحقيقية للمحاسبة أو الجداول الزمنية لتنفيذ الإصلاحات، معتبرين أن الدعوة إلى نقاش موضوعي قائم على الوقائع تبدو، في ظل الواقع الحالي، بعيدة عن ملامسة جذور المشكلات، خاصة في قطاعات مثل التعليم والصحة والشغل.

ورغم اعترافه بأهمية دور الشباب في تحريك النقاش العام، يرى البعض أن التركيز على ديناميكية المجتمع الواعي والوعي الرقمي يبدو محاولة لإضفاء بعد رمزي على الاحتجاجات بدلا من تقديم حلول ملموسة للأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها هؤلاء الشباب يوميا، كما أن التكرار المتواصل لعبارات مثل منع الركوب السياسي والحفاظ على الحركة الديمقراطية يشي بمحاولات لتلميع صورة الحكومة أمام الرأي العام، أكثر من كونه خطة فعلية لمعالجة الاختلالات.

واعتبر رواد مواقع التواصل الإجتماعي أن المبادرات الحكومية، مثل تخصيص 1.5 مليار درهم لدعم برامج التشغيل للشباب غير الحاصلين على شهادات، تبدو كأنها حلول موسمية لمشكلة هيكلية أكبر، لأن المبالغ المالية لا تعوض غياب سياسات مستدامة لتأهيل الشباب وفتح آفاق حقيقية للاندماج في سوق الشغل، ولا تكفي لمعالجة ضعف فرص الشغل اللائق وظروف العمل الصعبة، خصوصا في قطاعات مثل حراسة الأمن الخاص، حيث تتكرر شكاوى الاستغلال وغياب الرقابة الفعلية على أصحاب العمل.

وأعبر الرواد أن وعود إصلاح مدونة الشغل وإجراءات تحسين ظروف العمل تبقى غامضة من حيث التطبيق والنتائج المتوقعة، وهو ما يعكس فجوة كبيرة بين الخطاب الرسمي والواقع اليومي للمواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى