السياحة الداخلية خارج أولويات الحكومة.. التقدم والاشتراكية يدق ناقوس الخطر

 

  نجوى القاسمي : صحافية متدربة

على الرغم من التفاؤل الذي طبع خطاب الحكومة حول منجزات السياحة الوطنية خلال العام الماضي، وذلك بعد تسجيل رقم  السياح الذي بلغ 17.4 مليون سائح  ، وجه النائب البرلماني أحمد العبادي، عضو فريق التقدم والاشتراكية، انتقادات لاذعة للحكومة بشأن أدائها في القطاع السياحي، مؤكدا أن الانتعاش الذي شهده القطاع بعد جائحة كوفيد-19 لم يكن نتيجة سياسات حكومية استثنائية، بل جاء بفضل جهود الفاعلين السياحيين وظروف خارجية، بما في ذلك الطلب العالمي المتزايد على السفر وانتعاش المغاربة المقيمين بالخارج.

وخلال مداخلته في الجلسة الشهرية المخصصة للأسئلة الموجهة لرئيس الحكومة بمجلس النواب،  امس الاثنين 27 يناير  الجاري ، أوضح العبادي أن الحكومة لم تستغل بشكل كاف  المؤهلات الطبيعية والثقافية والحضارية التي تتمتع بها البلاد، مشيرا إلى أن الدعم المالي المحدود، المتمثل في تخصيص ملياري درهم فقط للقطاع، لا يرقى لتجاوز التحديات الجسيمة التي واجهها القطاع في أعقاب الجائحة

وأشار العبادي إلى أن الأداء الحكومي في هذا المجال  كان بإمكانه أن يكون أفضل بكثير لو أن الحكومة كانت أكثر كفاءة ونجاعة ، مسلطا الضوء على دور الرياضة في تعزيز صورة المغرب دوليا، لاسيما بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني في كأس العالم 2022.

كما انتقد منهجية الحكومة في احتساب زيارات مغاربة العالم ضمن أرقام السياح، رغم أنهم غالبا ما يقيمون لدى عائلاتهم بدلا من إنفاق الأموال على الخدمات السياحية التقليدية.

 

وتطرق النائب البرلماني إلى مشكلات أعمق تعكس ضعف السياسات الحكومية، مشيرا إلى أن القطاع السياحي يعاني من تداخلات كبيرة مع قضايا مثل البطالة التي وصلت نسبتها إلى قرابة 40% بين الشباب، وأوضاع المقاولات التي شهدت إفلاس حوالي 40 ألف وحدة خلال السنوات الثلاث الماضية. كما شدد على أن الاقتصاد غير المهيكل وتضارب المصالح أسهما في تراجع مناخ الأعمال بالمملكة.

 

وفيما يتعلق بالسياحة الداخلية، أشار العبادي إلى أنها تتأثر بشكل كبير بارتفاع تكاليف المعيشة، حيث إن 81% من الأسر المغربية تعاني من تدهور مستواها المعيشي، ما يضعف الإقبال على الأنشطة السياحية الداخلية. وأكد أن التراجع في قطاعات مثل التعليم والصحة والحريات العامة يمثل تهديدا مباشرا للمكتسبات التنموية التي حققتها البلاد على مدى العقود الماضية

دعا فريق التقدم والاشتراكية الحكومة إلى التركيز على تطوير السياحة الداخلية عبر توفير عروض تتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطنين. كما شدد على ضرورة تقنين المنصات الرقمية السياحية، ومعالجة فوضى الأسعار، وتطوير مشاريع السياحة المستدامة، خاصة في المناطق الأقل حظا

وأشار الفريق إلى أهمية دعم المقاولات السياحية الصغيرة جداا والمتوسطة، التي تمثل 93% من النسيج المقاولاتي الوطني، مع الإسراع في إخراج مرسوم يحدد برامج دعمها وفق حكامة جيدة وشفافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى