السياحة المغربية تواصل الصعود رغم التباطؤ

إعلام تيفي-بلاغ
أكد بلاغ صحفي لوزارة السياحة أن المغرب استقبل خلال شهر يوليوز 2025 نحو 2.7 مليون سائح، أي بزيادة قدرها 6% مقارنة بنفس الشهر من السنة الماضية. ورغم استمرار المنحى التصاعدي، إلا أن هذه النسبة تُعد الأضعف منذ بداية السنة، مما يطرح تساؤلات جدية حول استقرار وتيرة النمو السياحي، خاصة في ذروة الموسم الصيفي.
ويكشف تتبع الأداء الشهري للسياحة خلال سنة 2025 عن تراجع واضح في نسب النمو: ففي يناير، كانت نسبة الارتفاع في عدد السياح قد بلغت 27%، ثم تراجعت إلى 22% في الشهور الموالية، لتسجل 17% حتى خلال شهر رمضان الذي يُعد موسمًا ضعيفًا عادة من حيث الإقبال السياحي. أما اليوم، فنحن أمام زيادة لا تتجاوز 6% فقط في يوليوز، وهو ما يشكل نقطة ضعف مقلقة في وقت يفترض أن يكون ذروة الموسم.

هذا التباطؤ التدريجي – من 27% إلى 16% ثم 6% فقط – يوضح خللًا واضحًا في دينامية النمو، بل وينذر، إذا ما استمر بنفس المنحى، بتراجع كبير قد يشكل خطرًا على مستقبل القطاع السياحي خلال الشهور المقبلة. خاصةً أن فصل الصيف يُراهن عليه لتحقيق أكبر عدد من الوافدين، وتعزيز المداخيل السياحية لدعم الاقتصاد الوطني.
من جهة أخرى، شكلت عودة مغاربة العالم عنصر توازن نسبي في هذا السياق، حيث بلغ عددهم 1.8 مليون في يوليوز (+7%). وعلى الرغم من أن نسبتهم هذه السنة تُعتبر “قليلة نسبيًا” مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أنهم ساهموا بشكل فعّال في إنقاذ جزء من القطاع، في ظل تباطؤ السياحة الدولية التي لم تسجل سوى زيادة طفيفة بنسبة 2% فقط، وهي نسبة ضعيفة لا توازي الطموحات ولا الجهود المبذولة للترويج للوجهة المغربية.
ورغم إشادة وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، باستمرار الزخم الإيجابي، مؤكدة في تصريحها أن “المغرب هو وجهة قريبة من القلب لملايين السياح”، إلا أن الأرقام تضع خارطة طريق السياحة 2023-2026 أمام اختبار حقيقي، خاصةً من حيث ضرورة الحفاظ على وتيرة نمو مستقرة، وتنويع الأسواق، وتحسين تجربة الزوار في مواجهة المنافسة الإقليمية والدولية المتزايدة.
وفي تعليقها على هذه المعطيات، صرّحت الوزيرة قائلة: “بقدر ما هو وجهة للاستكشاف، المغرب هو كذلك وجهة قريبة من القلب لملايين السياح حول العالم. وبذلك تستمر الدينامية الإيجابية التي يعرفها القطاع السياحي، بدعم من السياحة الداخلية، والجالية المغربية، والسياح الأجانب.”
وأشارت الوزيرة إلى أن هذا الأداء يأتي في سياق الاستماع لتطلعات الزوار والحرص على تحسين تجربة السفر، تماشيًا مع خارطة طريق السياحة 2023-2026.
رغم كل ذلك، أظهرت المعطيات الرسمية تباطؤًا طفيفًا في معدل النمو الشهري، حيث تُعد نسبة 6% المسجلة في يوليوز الأضعف منذ بداية سنة 2025، مقارنة بمعدلات أعلى تحققت في الشهور السابقة، ما يستوجب تحليلًا أعمق للوقوف على أسباب هذا التراجع النسبي وسط موسم يُفترض أنه يشهد ذروة الإقبال السياحي.





