السياحة في المغرب..مؤهلات متميزة وتدبير محتشم

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

بلغت عائدات السياحة من العملة الصعبة في المغرب حوالي 59 مليار درهم من يناير حتى يوليوز 2024، مما يعكس الانتعاش الملحوظ في القطاع السياحي بعد التحديات التي واجهها بسبب الجائحة. وفق وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور.

وأضافت الوزيرة أن عدد السياح الوافدين على البلاد سجل 11.8 مليون سائح خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الحالية، بزيادة 1.6 مليون سائح مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وتابعت موضحة أن هذه الحصيلة تأتي في إطار تسريع تنفيذ “خارطة طريق السياحة 2023-2026″ التي أطلقتها الحكومة، والتي تركز على تعزيز الربط الجوي والجهود التسويقية. وقد أسهمت هذه الاستراتيجية في زيادة الطاقة الاستيعابية للنقل الجوي بنسبة 30%، مما يعكس نجاح المغرب في تعزيز مكانته كوجهة سياحية مفضلة، ويسهم في خلق فرص العمل وتعزيز التنمية المحلية.

في المقابل، يرى محسن الجعفري، الخبير الاقتصادي، أن المغرب بإمكانه تحقيق أرقام أكبر باعتباره وجهة سياحية تزخر بكل المقومات التي تجعل منه رائدًا في المجال. وأضاف المتحدث في تصريح ل”إعلام تيفي” أن المغرب يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المنافسة الشرسة من قبل بعض الدول التي توفر عروضًا أفضل وأكثر إغراءً للسياح.

وأبرز أن المغرب يواجه إشكالية العرض السياحي والسياسات السياحية سواء للسياح الأجانب أو للسياح المغاربة الذين أصبحوا يفضلون وجهات خارجية لقضاء عطلهم، حيث توفر هذه الوجهات عروضًا أفضل بأقل التكاليف وخدمات مناسبة ومشجعة، عكس السياحة في المغرب التي تواجه تحديات متعلقة أساسًا بتدني الخدمات وارتفاع التكاليف في ظل الأزمة الاقتصادية وضعف القدرة الشرائية للمواطنين.

وقد سجل الموسم الصيفي المنصرم وابل من الانتقادات من المستهلكين وجمعيات حماية المستهلك التي نددت بتدني الخدمات وتنويع العروض، مما جعل العديد من المغاربة والأجانب يختارون وجهات سياحية أبرزها إسبانيا وتركيا. وتابع المتحدث موضحًا أن العرض السياحي بالمغرب لا يلبي حاجيات السائح، وبالتالي فإن الوزارة والفاعلين في المجال لا يبذلون المجهود اللازم لتطوير القطاع واستقطاب السياح.

وأكد أن 59 مليار درهم رقم ضعيف بالمقارنة مع المؤهلات السياحية المتنوعة التي يتمتع بها المغرب، مؤهلات تجعله ينافس كبريات الدول السياحية في العالم لو تم تجويد العرض السياحي والخدمات السياحية. ويرى الجعفري أنه يجب تنويع العرض السياحي واستغلال المناطق السياحية المتميزة، وعدم تمركز السياحة في مدن مراكش، أكادير، طنجة، الرباط، خاصة وأن هناك مناطق تحتاج تأهيل لتصبح وجهات سياحية متميزة في الجنوب الشرقي.

وشدد على ضرورة تطوير وتأهيل البنيات التحتية في مجموعة من المدن التاريخية والسياحية مثل فاس ومكناس، خاصة وأن السائح متلهف ومقبل على هذه المدن بالرغم من عدم تعزيز إمكانياتها السياحية. وسجل المتحدث أن هناك نقصًا من جانب التسويق السياحي، مشيرًا إلى أن الوزارة الوصية على القطاع ملزمة على الاشتغال على التسويق وتنويع العرض السياحي ليصبح المغرب قادرًا على منافسة الدول المحيطة، خاصة وأنه يزخر بمؤهلات تؤهله ليكون ضمن أبرز الوجهات السياحية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى