الشباب المغربي بين سندان البطالة ومطرقة الهجرة

خديجة بنيس : صحافية متدربة

رغم المبادرات الاقتصادية والسياسات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس لتعزيز إدماج الشباب في الاقتصاد، لا يزال الشباب المغربي يعاني من البطالة ويرغب في الهجرة. فقد بلغ معدل البطالة في صفوف الشباب 35.9 بالمائة، مما يدفعهم للتفكير في الهجرة لتحسين أوضاعهم الاجتماعية وضمان مستقبل أفضل. ووفقًا لبعض التقارير، فإن 55% من الشباب المغربي إلى رغبتهم في الهجرة، و 42% منهم من ذوي التعليم العالي، مما يعكس عدم الرضا والقلق بشأن المستقبل داخل الوطن.

إضافة إلى ذلك، هناك حوالي 1.5 مليون فرد تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة في وضعية “NEET” (لا يعملون ولا يتابعون التعليم أو التدريب)، مما يثير تساؤلات حول هذه الأرقام وتأثيرها على الاقتصاد الوطني.

هذه الأرقام لا تعكس فقط الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الشباب، بل تسلط الضوء أيضًا على الحاجة الملحة لاستراتيجيات فعالة لتحسين إدماجهم في سوق العمل وتوفير الفرص المناسبة لهم، بما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.

في هذا الصدد، أفاد الخبير الاقتصادي خالد أشيبان أن هذه الأرقام والإحصائيات هي نتيجة حتمية في ظل معدل البطالة الذي وصل إلى 13 بالمائة، وهو معدل غير مسبوق.

وأضاف أن نسبة البطالة ترتفع بشكل أكبر بين الشباب حاملي الشهادات في المجال الحضري، وما يزيد الطين بلة وفق المتحدث هو  توالي سنوات الجفاف، مما يجعل المجال القروي يعاني أيضًا من معضلة البطالة بسبب فقدان القطاع الفلاحي لأكثر من 200 ألف منصب شغل سنويًا نتيجة التغيرات المناخية. هذه الإكراهات تؤثر بشكل كبير على إنتاجية الشباب، مما يجعلهم عرضة للفقر والهشاشة وبالتالي التفكير في الهجرة.

وأوضح المتحدث أنه في ظل الفرص المحدودة التي يوفرها القطاع الصناعي، فإن الدولة مطالبة بالتفكير بجدية والبحث عن حلول لخلق بيئة ملائمة للإنتاج والإبداع للشباب، والعمل على ملاءمة التكوينات مع سوق العمل، مشيرًا إلى أن النظام الجامعي المغربي يسهم في تفشي البطالة.

و في غياب حلول آنية لمعالجة أزمة الشباب، فإن الحكومة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتفكير في النهوض بالشباب المكون والمؤهل، وتوفير فرص حياة أفضل داخل الوطن.

وفي هذا السياق، شدد المتحدث على أهمية جذب الاستثمارات لخلق أكبر عدد من فرص الشغل، مؤكدا على  أن المغرب أولى بإمكانات شبابه وإبداعاته، لذا يجب على الحكومة تكثيف جهودها لإيجاد حلول سريعة وتبني رؤية طويلة الأمد لخدمة الشباب، ووضع حد للمصيدة الأوروبية التي تستهدف الشباب المغربي الكفء لسد عجزها، والانخراط الجاد في بناء سياسات فعالة على أن  تؤتي ثمارها خلال السنوات العشر المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى