
فاطمة الزهراء ايت ناصر
في إطار تعزيز المقاربة التشاركية في المجال الأمني وتكريس الحق في الحصول على المعلومة، نظم المكتب المركزي للأبحاث القضائية ندوة صحفية هامة، استعرض خلالها حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، تفاصيل تفكيك خلية إرهابية خطيرة كانت تنشط في منطقة أحد السوالم بإقليم برشيد.
تعزيز الشفافية الأمنية والاستجابة لانتظارات المواطنين
افتتح حبوب الشرقاوي الندوة بتثمين الحضور الإعلامي والمهنيين الأمنيين، مؤكدًا أن هذا اللقاء يندرج في سياق توطيد المقاربة التواصلية التي ينهجها المكتب منذ إنشائه، بهدف تعزيز الإحساس العام بالأمن والتفاعل مع انتظارات المواطنين في مواجهة المخاطر الإرهابية.
وأشار الشرقاوي إلى أن الندوة تأتي لتقديم أهم مستجدات البحث حول الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها يوم الأحد المنصرم، وذلك ضمن الحدود القانونية التي تحترم سرية البحث. كما أكد أن السيد عبد الرحمن اليسفي العلوي، والي الأمن ورئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بمعهد العلوم والأدلة الجنائية للأمن الوطني، سيتولى تقديم عرض تفصيلي عن المعدات والمواد التي تم ضبطها بحوزة عناصر الخلية.
إحباط مخطط إرهابي خطير في مرحلة التنفيذ
وأوضح الشرقاوي أن تفكيك هذه الخلية الإرهابية جاء على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وقد كان أفراد الخلية في مرحلة متقدمة من التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية باستخدام متفجرات وأساليب مستوحاة من الإرهاب الفردي، وذلك لاستهداف أمن الوطن والمواطنين.
وحسب المسؤول، كشفت التحريات الأولية أن عناصر الخلية، وهم أربعة متطرفين بينهم ثلاثة أشقاء، قد أعلنوا مبايعتهم لتنظيم “داعش” في تسجيل مصور، وكانوا يعتزمون تنفيذ عمليات إرهابية وتوثيقها لنشرها بعد التنفيذ.
الاستقطاب الأسري كرافد للتجنيد والتطرف
وأكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن خطورة هذه الخلية لا تكمن فقط في طبيعة العمليات الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذها، ولكن أيضا في تنامي ظاهرة الاستقطاب الأسري كوسيلة للتجنيد، حيث استطاع الشقيق الأكبر، الذي يُعتبر أمير الخلية، التأثير على أشقائه وتحويلهم إلى عناصر متطرفة.
وأشار المسؤول إلى أن التحقيقات السابقة كشفت عن وجود خلايا إرهابية أخرى اعتمدت على الاستقطاب الأسري، مثل الخلية النسائية التي تم تفكيكها عام 2016، حيث كانت معظم عناصرها قد تشبعت بالفكر الداعشي عبر التأثير العائلي.
الارتباط العضوي بتنظيم “داعش” والتجنيد عبر الفضاء الإلكتروني
وحسب المسؤول ذاته،أظهرت الأبحاث أن الخلية المفككة كانت على ارتباط مباشر بأحد القياديين في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل، حيث تلقى أفرادها توجيهات وتعليمات لتنفيذ عمليات إرهابية.، وكما اعتمدوا بشكل مكثف على الدعاية الإلكترونية المتطرفة، وهو ما ساهم في تسريع وتيرة تجنيدهم وإعدادهم.
وأبرز الشرقاوي أن المصالح الأمنية منذ 2016 تمكنت من توقيف أكثر من 600 متطرف ينشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، وكانوا يخططون لعمليات إرهابية على طريقة “الذئاب المنفردة”، ما يعكس خطورة استغلال التكنولوجيا الحديثة في نشر الفكر المتطرف.





