الشرقاوي لـ”إعلام تيفي”: سقوط الأسد بداية مرحلة غامضة لسوريا قد تغير وجه المنطقة

فاطمة الزهراء ايت ناصر: صحافية متدربة

أكد المحلل السياسي، الشرقاوي الروداني  أن سقوط نظام بشار الأسد يفتح الباب أمام تكهنات متباينة حول مستقبل سوريا. فبينما يرى البعض أن البلاد قد تواجه مرحلة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، يعتقد آخرون أن هناك فرصة لتأسيس نظام جديد يعيد بناء الدولة على أسس أكثر شمولاً وديمقراطية. وأضاف أن التحدي الأكبر الآن هو قدرة السوريين على تجاوز إرث الصراعات وإطلاق مرحلة جديدة من الاستقرار والنهضة.

وقال المحلل السياسي، في تصريح لموقع “إعلام تيفي”، “إن سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد دخلت مرحلة معقدة للغاية. فاليوم، لم تعد سوريا دولة بالمعنى المؤسسي، وهي تواجه تحديات كبيرة على مستوى الطوائف والصراعات الداخلية. المعارضة السورية لم تقدم حتى الآن خارطة طريق واضحة على المستوى السياسي أو في ما يتعلق بتدبير شؤون الدولة. هذا يطرح تساؤلات كبيرة، خاصة أن سوريا تتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية في المنطقة، فهي محاذية لإسرائيل، العراق، ولبنان، وتضم قواعد عسكرية أمريكية وروسية، إضافة إلى وجود خلايا تنظيم داعش. كيف ستتعامل المعارضة مع التطورات في الشمال الشرقي والشمال الغربي ومع المعارضة الكردية؟ الأمور معقدة للغاية”.

وأضاف انه : “بدون دعم أمريكي ودعم إقليمي، خاصة من الدول المجاورة، قد تزداد الأمور تعقيداً، وقد نشهد تطورات تهدد استقرار سوريا بالكامل. رغم أن السيناريو الليبي مستبعد، إلا أنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار، لأن فراغ الدولة قد يؤدي إلى انهيار المنطقة بأكملها. وهذا يتطلب تدخلاً سريعاً من أطراف دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لتدبير المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام”.

وأشار المحلل إلى أن: “العلاقات السياسية تعتمد على الاحتمالات أكثر من اليقين. ولكن ما هو واضح اليوم هو أن هناك تحولات مرتقبة في الخطاب السياسي في سوريا. علينا أن ننتظر لنرى كيف ستتبلور هذه التغيرات”.

وحول العلاقات السورية المغربية، أكد المحلل: “لطالما كانت العلاقات بين الشعبين السوري والمغربي قائمة على الاحترام المتبادل. ومع تشكيل حكومة ونظام جديد في سوريا، هناك فرصة لتطوير هذه العلاقات بشكل أكبر. من المتوقع أن تضع القيادة المقبلة استراتيجية جديدة تركز على تعزيز الانخراط في المحور العربي، حيث يلعب المغرب دوراً محورياً. وبالتالي، يمكننا أن نتوقع شراكات مستقبلية بين الرباط ودمشق تهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة، خاصة أن المغرب كان دائماً داعماً للشعب السوري رغم التحديات”.

ومع سقوط نظام بشار الأسد، تتباين التكهنات حول مستقبل سوريا، بين تفاؤل حذر وسيناريوهات مقلقة. يرى البعض أن البلاد قد تشهد فراغاً سياسياً قد يُفاقم الصراعات الطائفية والإثنية، خاصة مع استمرار وجود جماعات متطرفة وقوى مسلحة تسيطر على مناطق واسعة. في المقابل، هناك من يتوقع انخراطاً دولياً وإقليمياً مكثفاً لإدارة المرحلة الانتقالية، بهدف تجنب انهيار شامل قد يمتد تأثيره إلى دول الجوار.

من جهة أخرى، تشير التوقعات إلى أن المعارضة السورية ستواجه اختباراً صعباً، يتمثل في قدرتها على تقديم رؤية سياسية واضحة وإدارة شؤون الدولة بشكل يضمن استقرارها. وفي ظل تعقيدات المشهد، يبقى السيناريو الليبي، رغم استبعاده من قبل بعض المحللين، احتمالاً قائماً إذا لم يتم التحرك بشكل سريع لتأسيس نظام سياسي جامع يضمن وحدة البلاد ويحافظ على موقعها الاستراتيجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى