الشرقاوي يناقش “التشادي ‘مبعوث داعش’ إلى المغرب يطلب الصفح”

إيمان أوكريش : صحافية متدربة
شهد المقر المركزي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط اليوم الخميس 26 دجنبر 2024، في تمام الساعة الثالثة والنصف مساءً، لقاءً خصص لقراءة ومناقشة الإصدار الجديد للصحفي عبدالله الشرقاوي “التشادي ‘مبعوث داعش’ إلى المغرب يطلب الصفح”.
يأتي هذا الكتاب، الذي يُعد أول إصدار للزميل عبد الله الشرقاوي في قضايا الإرهاب، تتويجًا لمسار صحفي امتد لـ32 سنة في جريدة “العلم”، منها 19 سنة قضاها في متابعة أطوار محاكمات قضايا الإرهاب، منذ صدور قانون الإرهاب بالمغرب عام 2003.
وسلطت صفحات الكتاب 472 الضوء على قضية عرضت على محكمة الاستئناف بالرباط، بوصفها محكمة وطنية متخصصة في مكافحة الإرهاب، تتعلق بأحد أتباع تنظيم “داعش”، المعروف بـ”أبي البتول”، وهو مواطن تشادي تم “استدراجه” إلى المغرب في محاولة من التنظيم لترسيخ وجوده بالمنطقة، سعيا من خلاله إلى تحطيم الحدود بين المغرب والجزائر، بهدف إقامة “إمارة أسود التوحيد” في المنطقة الشرقية للمغرب.
أبدى عبدالله الشرقاوي، صاحب الكتاب، خلال اللقاء، أسفه لغياب التوثيق المنهجي لقضايا الإرهاب في المحاكم المغربية، مما دفعه للتركيز على هذا الجانب في كتابه.
وأكد أنه بصدد إعداد سبعة كتب أخرى لتوثيق ملفات مشابهة. كما اعتبر أن أهم ما في كتاب “التشادي” هو الهوامش التي أشار إليها، على غرار طول مدة المحاكمات في مثل هذه القضايا، مشدّدًا على ضرورة تحديدها، ومصير المتهمين بعد قضاء عقوباتهم.
ودعا الشرقاوي النقابة الوطنية للصحافة المغربيةو الجمعيات والصحافيين والسياسيين لتعزيز الجهود التوثيقية في هذا المجال.
وفي مداخلته، وصف خليل الإدريسي، رئيس مركز الحق في الأمن التشريعي، الكتاب بأنه مشروع مهم لمسار العمل التوثيقي للقضايا التي تشهدها المملكة، خاصة في مجال الإرهاب.
وأشار إلى أنه كان شاهدًا على تطور فكرة الكتاب لدى عبدالله الشرقاوي، الذي عايش معظم قضايا الإرهاب بحكم حضوره المكثف في جلسات المحاكمات.
وأضاف الإدريسي أن قضية “التشادي”، التي تُعد محور الكتاب، مثيرة للاهتمام لأنها شهدت مراحل قضائية معقدة، خاصة على مستوى محكمة النقض، حيث مرت بأربعة قرارات نقض، من حكم ابتدائي بالسجن 20 سنة إلى تخفيضه لاحقًا إلى 5 سنوات.
ورغم إشادته بعنوان الكتاب وعمقه، أبدى الإدريسي ملاحظة قانونية، مشيرًا إلى أن المتهم رفض مضمون العنوان، بحجة أنه تم استدراجه فقط ولم يكن منخرطًا فعليًا في تنفيذ المخطط الإرهابي
وقد حضر اللقاء نخبة من الصحفيين والمهتمين بقضايا الإرهاب، حيث تمت مناقشة أهمية الكتاب في تسليط الضوء على محاولات التنظيمات الإرهابية لاختراق المملكة المغربية، ودور الصحافة في توثيق ومتابعة مثل هذه القضايا الحساسة.
وأكد الحاضرون أن الكتاب بمثابة مرجع لفهم التحولات التي طرأت على الإرهاب بالمغرب، كما أشادوا بتجربة عبدالله الشرقاوي الطويلة التي مكنته من تقديم هذا العمل الذي يجمع بين التوثيق الصحفي والتحليل العميق.





