الطالبي العلمي: “إفريقيا غنية بالموارد لكنها تعتمد على الاستيراد لتأمين غذائها”

إعلام تيفي

أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أن القارة الإفريقية تزخر بإمكانات طبيعية وفلاحية هائلة، غير أنها ما تزال تعاني مفارقة لافتة تتمثل في اعتمادها الكبير على الخارج لتأمين حاجياتها الغذائية، إذ تستورد نحو 80 في المائة من المواد الأساسية، بكلفة سنوية تفوق 100 مليار دولار.

وأوضح الطالبي العلمي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الثالثة للجمعية العامة لمؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية، أن إفريقيا تتوفر على أكثر من 60 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى موارد مائية مهمة، ومع ذلك يظل ملايين الأفارقة عرضة للجوع وسوء التغذية، في ما وصفه بـ«المفارقة المؤلمة».

وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن استمرار هذا الوضع يثقل كاهل الميزانيات العمومية للدول الإفريقية، ويحدّ من قدرتها على تحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية وتوجيه الاستثمارات نحو البنيات التحتية الضرورية للتنمية.

وفي السياق ذاته، لفت إلى أن القارة، رغم امتلاكها لمؤهلات كبيرة في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة، ما يزال حوالي نصف سكانها محرومين من الولوج إلى الكهرباء، الأمر الذي ينعكس سلباً على جودة العيش، والتعليم، والاندماج الرقمي.

واعتبر الطالبي العلمي أن التحديات المرتبطة بقطاعات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، إضافة إلى الطرق والنقل والتجهيزات الأساسية، تشكل عائقاً حقيقياً أمام تحقيق تنمية شاملة، داعياً إلى مساءلة الأسباب العميقة لهذه الإشكالات، والبحث عن حلول عملية من داخل المؤسسات التشريعية الإفريقية.

وشدد على أن إحداث تحول حقيقي في المسار التنموي للقارة يقتضي إرادة سياسية جماعية، وتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية، إلى جانب احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، والابتعاد عن نزعات الانفصال والتدخل في الشؤون الداخلية.

وأكد المتحدث أن إفريقيا لا تعاني من نقص في الخطط والاستراتيجيات، بقدر ما تحتاج إلى تفعيلها على أرض الواقع، مبرزاً أن منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (ZLECAF) تمثل فرصة حقيقية لإطلاق ديناميات اقتصادية واعدة إذا ما جرى تنزيلها بشكل كامل وفعّال.

وختم الطالبي العلمي بالتأكيد على أن القارة الإفريقية تمتلك مقومات النهوض في ظل عالم يشهد تحولات عميقة وتعددا في مراكز القوة، شريطة توحيد الجهود واستثمار الثروات الطبيعية والبشرية لخدمة شعوبها، معتبراً أن إفريقيا قادرة اليوم على بناء نهضة جديدة قائمة على التعاون والعمل المشترك.