العثماني: البطالة وغلاء المعيشة يضغطان على المغاربة ويستدعيان تواصلًا صريحًا

حسين العياشي

في ظل موجة الاحتجاجات الشبابية التي اجتاحت عدة مدن مغربية خلال الأيام الأخيرة، خرج رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني ليعلن تحذيره الصريح من عمق الأزمة الاجتماعية التي تعيشها البلاد، مؤكدًا أن هذه التحركات الشعبية تمثل جرس إنذار حقيقي يجب أن يلتفت إليه صانعو القرار.

وقال العثماني، إن الوضع الاجتماعي أصبح مقلقًا بشكل كبير، مشيرًا إلى أن ارتفاع معدلات البطالة يمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المجتمع. وأضاف أن هذه المؤشرات الاقتصادية كانت قد أُشير إليها سابقًا في تقارير والي بنك المغرب، كما أكدت المندوبية السامية للتخطيط وصول معدل البطالة إلى مستويات غير مسبوقة منذ مطلع الألفية، أي قبل نحو خمسة وعشرين عامًا، وهو رقم يشي بتفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

وتطرق المسؤول الحكومي السابق، إلى معضلة ارتفاع تكاليف المعيشة، مؤكدًا أن هذه الزيادة تتسبب في تآكل القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين، مما يزيد من حالة الاحتقان الاجتماعي ويعمّق شعور الفئات الضعيفة بالغبن والحرمان.

وعلى الرغم من التشخيص القاسي للوضع، شدد العثماني على أن الأوضاع لا تزال قابلة للتدارك، بشرط أن تتخذ الحكومة الحالية خطوات عملية وجادة لمعالجة الملفات الاجتماعية العالقة. وأكد على ضرورة اعتماد أسلوب صريح ومباشر في التواصل مع المواطنين، يتيح تفهم مخاوفهم والاستجابة لتطلعاتهم، بدل الاقتصار على الخطاب الرسمي التقليدي.

ويأتي موقف العثماني في وقت تتزايد فيه الأصوات التي تحذر من خطورة تأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي، داعية إلى مقاربة جديدة تعيد الثقة بين المواطن والمؤسسات، وتخفف من حدة الضغوط التي تواجهها الفئات الواسعة من المجتمع المغربي، خصوصًا الشباب.

وفي خلاصة حديثه، دعا رئيس الحكومة السابق إلى إعادة النظر في أسلوب إدارة الأزمة، مؤكدًا أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من فهم عميق لنبض الشارع والالتزام بخطاب عملي يترجم السياسات الاقتصادية والاجتماعية إلى نتائج ملموسة على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى