
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد المستشار الجماعي المستقيل من مجلس مدينة الرباط، موسى العريف، أن الحكومة تدرك جيداً أنها تواجه موجة من الشباب الغاضب، وكان عليها أن توفر لهم آليات حقيقية للإنصات، غير أن المشكل – بحسب قوله – يكمن في غياب الكفاءات لدى الحكومة القادرة على فهم هذا الجيل، الذي لا يطالب إلا بمطالب مشروعة تتعلق بالكرامة والعدالة الاجتماعية.
العريف، الذي أعلن استقالته يوم 30 شتنبر 2025، أوضح ل”إعلام تيفي” أن قراره جاء نتيجة قناعته بأن موقعه الحقيقي هو إلى جانب هؤلاء الشباب في الشارع، وليس داخل مؤسسة تقيّد دور المستشارين في حدود الأسئلة الكتابية والمداخلات، دون أن تكون لهم سلطة فعلية على التدبير العمومي.
وأضاف : “ترشحنا في 2021 بدعم من الشباب، على أساس أن يكون لنا صوت من داخل المجالس الترابية، لكن للأسف الانتخابات أفرزت نخباً لا تمتلك القدرة على الإصغاء لهذا الجيل أو استيعاب طموحاته.”
وانتقد العريف اعتماد المقاربة الأمنية في التعامل مع احتجاجات الشباب، معتبراً أنها مقاربة لم تحقق نتائج، بل زادت من حدة الاحتقان.
وأوضح أن هؤلاء الشباب ليسوا مخربين، بل أبناء الوطن الذين يخرجون فقط للتعبير عن أوضاعهم المعيشية، مضيفاً أنهم في الحقيقة يدافعون عن كرامتهم قبل أن يدافعوا عن مطالبهم الاجتماعية.
وختم المستشار المستقيل بأن استقالته تمثل صرخة رمزية ورسالة سياسية تهدف إلى إعادة الثقة المفقودة بين الشباب والمؤسسات، والدعوة إلى وضع أولويات المواطنين في قلب السياسات العمومية.





