العزيز يحذر: خطاب المثالية وتكميم الاحتجاجات ينذران بمزيد من الاحتقان

حسين العياشي

أعربت فيدرالية اليسار الديمقراطي عن قلقها العميق، إزاء ما اعتبرته منعاً ممنهجاً للاحتجاجات السلمية في عدد من المدن المغربية، من بينها أكادير، الصويرة، مكناس، تيزنيت، تاونات وأولاد تايمة.. حيث خرج المواطنون للتعبير عن مطالب اجتماعية مرتبطة أساساً بقطاعي الصحة والتعليم.

وأكد الحزب في بيان رسمي أن الحق في التظاهر مكفول بالدستور والمواثيق الدولية، محمّلاً السلطات مسؤولية ما وصفه بالممارسات التضييقية والقمعية، ومعلناً تضامنه مع جميع المعتقلين على خلفية هذه التحركات. وفي تصريح لـ”إعلام تيفي”، شدد الأمين العام للحزب، عبد السلام العزيز، على أن المطلوب من الحكومة لم يكن منع هذه الأصوات، بل فتح حوار مباشر مع الساكنة والإنصات إلى مطالبها.

وأوضح أن الجميع يلاحظ الخصاص الكبير الذي يطبع القطاعات الاجتماعية، خاصة الصحة والتعليم، نتيجة سياسات وصفها بالفاشلة، وهو ما تسبب في اتساع حالة الاحتقان من شمال المغرب إلى جنوبه.

وأضاف أن الخطاب الرسمي يبدو منفصلاً عن الواقع، حيث تستعرض الحكومة حصيلة تعتبرها تاريخية، وتتحدث عن ثورة غير مسبوقة في الصحة والتعليم، بينما يعيش المواطنون يومياً تردياً واضحاً في هذه الخدمات. وأكد أن مثل هذا الخطاب لم يعد يقنع المغاربة الذين يلامسون الحقيقة بشكل مباشر في حياتهم اليومية.

وحذّر العزيز من استمرار غياب الإرادة السياسية الحقيقية، مشيراً إلى أن الأزمة لا يمكن تجاوزها دون سياسات بديلة تعالج الأوضاع من جذورها. كما عبر عن تخوفه من أن يعيد المشهد السياسي إنتاج نفس الفاعلين الذين أثبتوا فشلهم خلال هذه الولاية، لافتاً إلى أن البرلمان أضحى عاجزاً في معظم اختصاصاته بسبب تركيبته التي لم تبنَ على الإرادة الشعبية ولا على الروح الديمقراطية.

وختم الأمين العام للفيدرالية بالتأكيد على الحاجة الملحة إلى قرارات شجاعة قادرة على بناء مؤسسات قوية، تسترجع ثقة المواطنين وتزرع الأمل في مستقبل أفضل.

إن تحذيرات حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، كما عبّر عنها الأمين العام، عبد السلام العزيز، تعكس صورة مأزق سياسي واجتماعي يزداد تعقيداً. فبين خطاب رسمي يتحدث عن إنجازات “تاريخية” وواقع يصرخ بالخصاص والاحتقان، يظل الرهان الحقيقي اليوم في امتلاك الجرأة السياسية لمصارحة المغاربة بالحقيقة، والانخراط في بناء مؤسسات ديمقراطية قوية تضع المواطن في قلب أولوياتها. دون ذلك، سيظل الغضب الشعبي يتراكم، وستظل البلاد عالقة في حلقة مفرغة من الأزمات المؤجلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى