العلج: “مستقبل إفريقيا رهين بالسيادة الاقتصادية والتكامل الإقليمي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أوضح شكيب العلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن القارة الإفريقية تمر اليوم بمرحلة حاسمة، في ظل تحولات دولية متسارعة تفرض على بلدانها ضرورة تحقيق السيادة الاقتصادية، عبر مقاربات تنموية متجددة.
وأكد العلج، في كلمته خلال افتتاح المنتدى البرلماني الاقتصادي لمنطقة المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (CEMAC) المنعقد بمدينة العيون، أن الأرقام الحالية تعكس اختلالات مقلقة، حيث لا تتجاوز مساهمة إفريقيا في الإنتاج الصناعي العالمي 1.9%، حسب معطيات البنك الإفريقي للتنمية، فيما لا تمثل التجارة البينية الإفريقية سوى 15% من مجموع المبادلات، مقارنة بـ50% في آسيا و68% في أوروبا.
وفي هذا السياق، كشف المسؤول عن رؤية استراتيجية للنهوض باقتصادات القارة، تتصدرها ضرورة الاستثمار في الرأسمال البشري، باعتبار أن إفريقيا ستضم، بحلول سنة 2050، نصف سكان العالم، 50% منهم سيكونون دون سن 25 عامًا. كما شدد على ضرورة تحقيق الأمن الغذائي من خلال دعم الفلاحة المحلية، وتوفير الطاقة بأسعار مناسبة لتسريع التصنيع، مبرزًا أن المغرب، بفضل ريادته في الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، قادر على لعب دور محوري في هذا المجال.
وأكد العلج أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بشراكة مع البنك الإفريقي للتنمية، أنجز دراسة متقدمة حددت أربعة قطاعات واعدة لتعزيز التكامل الصناعي واللوجستي داخل إفريقيا، وهي: الصناعات الغذائية، والنسيج، وصناعة السيارات، والإلكترونيك، داعيًا إلى تنزيل هذه الرؤية عبر مشاريع ملموسة وشراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن حضور الفاعلين الاقتصاديين في مدينة العيون يحمل رسالة سياسية واقتصادية قوية، تعكس الإرادة المشتركة بين المغرب ودول CEMAC لتعزيز التعاون جنوب-جنوب وترسيخ التكامل الإقليمي الإفريقي.
ولم يفت العلج التذكير بأهمية المبادرة الملكية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2023، والرامية إلى فك العزلة عن دول إفريقيا الوسطى من خلال إنشاء ممر لوجستي ومينائي وصناعي ينطلق من الأقاليم الجنوبية، معتبراً أن هذه الرؤية تشكل فرصة استراتيجية لإعادة تشكيل خريطة الاندماج القاري.
وجدد العلج التأكيد على التزام الاتحاد العام لمقاولات المغرب بتقوية علاقات التعاون بين المقاولات المغربية ونظيراتها في دول CEMAC، مشددًا على أن “زمن إفريقيا قد حان، وأن نجاح القارة رهن بالعمل المشترك، وتعبئة الاستثمارات، وتعزيز التكامل بين الشعوب والاقتصادات الإفريقية”.